من الأيتام. وهذا المكتب غير المكاتب العمومية بصنعاء وهي كثيرة ، وكل مكتب له معلمون على نفقة وزارة المعارف وغير المدرسة الثانوية وغير المدارس الصناعية والمدارس الحربية والزراعية ، ومساجد صنعاء كلها مدارس علمية في كل مسجد منازل خاصة بالمهاجرين من أهل القرى ، والمساجد مفروشة بالفرش النفيسة وفيها من المصاحف الخطية العجيبة الثمينة ما يجلّ عن الحصر ، ولكل مسجد إمام وسادن ومؤذن وساني لنزع الماء يوميا من الآبار الى المطاهير ولكل مسجد مقشامة وهي البستان يرسل إليها الماء الماكث من اليوم الأول في المطاهير لتسقى به مزارع البستان من الكراث والبصل والفجل والجزر والنعنع والكبزرة (١) والذرة والبر والشعير وأشجار الفواكه كالتين والرمان والبرقوق والتوت والفرسك وهو الخوخ والجوز وغير ذلك من البطاطة والبامياء والفاصوليا وما أشبهها ، وغلات هذه البساتين يأخذها القشامون الذين ينزعون الماء من البئر فوق ما يقرر لهم من مخزن الوقف شهريا بحسب العمل.
ولمساجد صنعاء أوقاف كثيرة في صنعاء وغيرها من بلاد اليمن ولها نظارة مخصوصة تعرف بنظارة الوقف الداخلي ، كما إن لسائر أوقاف المساجد في بلاد اليمن نظارة تعرف بنظارة الوقف الخارجي ولها في كل ناحية عامل خاص بالأوقاف يشرف على أعمالها ويرفع إلى النظارة حسابها في كل سنة.
وفي صنعاء نظارة ثالثة لأوقاف الوصايا كوقف الصدقة ووقف القراءة ونحو ذلك.
وفي صنعاء من المناهل والمحاسن للشرب كثير في أسواقها وشوارعها وكل محسنة لها وقف يكفل بمصارفها على الدوام ومن وقفها أجرة من ينقل إليها الماء كل يوم ، وقيمة ما تحتاج إليه من الآنية.
وفي صنعاء من قبور الفضلاء والعلماء والأئمة ما لا يعد ولا يحصى كقبر عبد الرزاق بن همام المتوفى سنة ٢١١ وقبره في حمراء علب بسفح جبل
__________________
(١) هكذا تسمى في اليمن والصحيح فيها الكزبرة.