وأما شبام فهي مدينة الجميع الكبيرة وسكنها حضر موت ، وبها ثلاثون مسجدا ونصفها خراب خربته كندة وهي أول بلد حمير.
وحصن حذية وينسب اليه حذوي ، والنجير حصن كان لكندة وهو اليوم خراب ، وإليه ينسب يوم النجير في أيّام الردة ، وساكن شبام بنو فهد من حمير ثم المزيّن : قرية عظيمة وساكنها حمير ، ثم مدورة (١) ، ثم ترس ، وهي مدينة عظيمة ، ثم مشطة : قرية مقتصدة ثم مخا : قرية عظيمة ، والمخا أيضا : في بلد بني مجيد. ثم العجر : قرية عظيمة مقسومة نصفين لحمير كل نصف قرية لفرقة ، نصف للأشبا ونصف لبني فهد ، ثم ينحدر المنحدر منها الى ثوبة قرية بسفلى حضر موت في وادي ذي نخل ويفيض وادي ثوبة الى بلد مهرة وحيث قبر هود النبي صلىاللهعليهوسلم وقبره في الكثيب الأحمر ثم منه في كهف مشرف في أسفل وادي الأحقاف ؛ وهو واد يأخد من حضر موت إلى بلد مهرة مسيرة أيام ، وأهل حضر موت يزورونه هم وأهل مهرة في كل وقت.
والنفيرين من عمد موضع يوسف بن عبد الحميد ، ويثرب مدينة بحضر موت تركتها (٢) كندة وكان بها أبو الخير بن عمرو وإياها عنى الأعشى بقوله : بسهام يثرب أو سهام الوادي ويقال : إن عرقوب صاحب المواعيد كان بها وفيه يقول كعب بن زهير :
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا (٣).
وتريم : مدينة عظيمة وريدة العباد وريدة الحرميّة للأحروم من الصدف وشزن وذو صبح مدينتان بدوعن ومسكن بني واحد من بني معاوية الأكرمين ، وساحل هذه القرى الأسفا (٤) موضع أبي ثور المهري.
وفيما بين بيحان وحضر موت شبوة مدينة لحمير وأحد جبلي الملح أيضا والجبل الثاني لمأرب.
__________________
(١) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب مدودة.
(٢) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب نزلتها كندة.
(٣) تتمته : وما مواعيدها إلّا الأباطيل.
(٤) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب الاسعاء وهو الصحيح.