وعندل وخودن وهدون ودمّون مدن للصدف بحضر موت ثم الهجران وهما مدينتان مقتبلتان في رأس جبل حصين يطلع إليه في منعة من كل جانب يقال لواحدة حيدون وحودون (١) كله ودمّون والهجر : القرية بلغة حمير ، والعرب العاربة فمنها : هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصبة (٢) من مخلاف ماذن وساكن حودون الصدف وساكن دمون بنو الحارث الملك بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وإنما سمي آكل المرار أن بعض غسّان خلفه في بعض غزواته فاكتسح له مالا وسبى له جارية وأوغلوا بدبر المال خوفا التبع فأقبلت تلفت فقيل لها : ما تلفتك؟ قالت : كأني بحجر كرّ بكم فاغرا فاه كأنه جمل آكل المرار ، فلم يعتم أن لحق على تلك الهيئة فسمي آكل المرار ومنزل كل رجل من هاتين القريتين مطل على ضيعته ، ولهم غيل يصب من سفح الجبل يشربونه وزروع هذه القرى النخل والبر والذرة وفيها يقول المثل (الهجران : كفة بكفة النخل والدبر بهما علفة) (٣) والدّبر عندهم الزرع. وبلاد كندة مرتفع كأنه سراة وتصب أوديته في حضر موت ثم تصب حضر موت الى بلد مهرة ومن الهجرين الى ريدة أرضين واد فيه قرى كثيرة ونخل للعباد من كندة.
ثم يهبط الهابط الى سدبة قرية محمد بن يوسف التجيبي ثم حورة وهي مدينة عظيمة لبني حارثة من كندة ، ثم قارة الأشبا وهي لكندة ؛ والقارة عند العرب الأكمة وجمعها قار مثل راحة وراح وساعة وساع وقور أيضا.
والعجلانية : قرية كبيرة مقابلة لهينن إلّا أن هينن في وادي العبر واسمه عين والعجلانية في وادي دوعن وبلد كندة هي هذان الواديان أعلاهما الحصون وأسافلهما الزرع والنخل ، ثم منوب واد فيه قرى ونخل وزرع وعطب ، ثم يفيض منوب مع عين ودوعن بين شبام والقارة ، والقارة لهمدان : قرية عظيمة وفي وسطها حصن.
__________________
(١) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب خيدون وخودون بالخاء المعجمة.
(٢) لم يبق لها أثر سوى المكان الذي كانت عليه وتقع شمال صنعاء في طريق الجراف.
(٣) في النسخ المطبوعات من صفة جزيرة العرب : والدبر بهما ملتفة.