فكان زياد يقاتلهم نهارا إلى الليل فجاءه الخبر بأن بني معد يكرب في محجرهم وقد ثملوا من الشراب فكبسهم وأخذهم وذبحهم وأقبل زياد بالسبي والأموال ومر على الأشعث بن قيس وقومه فصرخ النساء والصبيان فخرج الأشعث في جماعة من قومه فعرض لزياد ومن معه وأصيب أناس من المسلمين وانهزموا فاجتمعت كندة على الأشعث ، فلما رأى ذلك زياد كتب الى أبي بكر يستمده ، فكتب أبو بكر الى المهاجر بن أبي أمية وكان واليا على صنعاء قبل قتل الأسود العنسي ، فأمره بأنجاده فلقيا الأشعث ففضّا جموعه ، وقتلا منهم مقتلة كبيرة فلجأوا الى النجير حصن لهم فحصرهم المسلمون حتى أجهدوا فطلب الأشعث الأمان لعدة معلومة هو أحدهم فلقيه الجغشيش الكندي واسمه معدان بن الأسود بن معد يكرب فأخذ بحقوه وقال : أجعلني من العدة فأدخله وأخرج نفسه ونزل الى زياد بن لبيد والمهاجر فقبضا عليه وبعثا به الى أبي بكر رضياللهعنه أسيرا في سنة ١٢ ، فقال الأشعث : والله ما كفرت بعد إسلامي ولكني شححت على مالي فأطلقني وزوجني أختك أم فروة فإني قد تبت مما صنعت ، فمنّ عليه أبو بكر وزوجه أخته أم فروة وولدت له أم فروة محمدا وإسحق وأم قرينة وحبابة ولم يزل بالمدينة الى أن صار الى العراق غازيا ومات بالكوفة بعد صلح معاوية والحسن بن علي عليهالسلام.
انتهى كلام ياقوت.
وقال في منجم العمران : حضر موت ذكرها في الأصل ، وقال غيره : هي بلاد من أرض العرب واقعة على شاطىء بحر عمان عرضها ١٢ درجة وطولها ٧١ درجة وسميت باسم حضر موت بن قحطان لأنه أول من نزل بها وهي قليلة الخصابة والخيرات يحدها شمالا صحراء الأحقاف وجنوبا بحر عمان وشرقا سلطنة مسقط وغربا ولاية اليمن ، وخطها الساحلي يمتد من الشمال الشرقي من ٤٥ درجة الى ٥٦ درجة و٣٠ دقيقة وأراضيها خصبة في بعض الجهات قاحلة في غيرها ، وليس بها سوى نهر صغير كثيرا ما يجف.
وأهم حاصلاتها التمر والحنطة واللبان والمر والصمغ العربي وقليل من النيل والبقول وليس بها من الحيوانات الصيدية سوى الغزلان