التي يقول فيها ذو الرّمة :
تمام الحجّ ان تقف المطايا |
|
على خرقاء حاسرة القناع |
وفيها يقول وسرق الزيارة فلم تر :
فلمّا مضى بعد المثنّين ليلة |
|
وزاد على عشر من الشّهر أربع |
عشت من منى جنح الظلام فأصبحت |
|
ببسيان أيديها مع الشرق تلمع (١) |
إذا هنّ قادتهنّ حرف كأنها |
|
أحمّ القرى عاري الظنّابيب أقرع (٢) |
وأسفل من بسيان النثراوات (٣) وهن هضاب ثلاث ، ثم الشبكة شبكة الكراع ، ثم قبا وعليه بهش (٤) ونخل وخراب وهو لعامر من ربيعة ، وعن يمينه بمسقط الحرة ذرقان وهما ماءان يحسيان ، ثم تخرج من الحرة فعن يسارك الغدير غدير الحرة وهي الحرة الدنيا ووراءها الحرة القصوى حرة ليلى وبينهما الاشراط الغديران أدماء ومطرق وهما في اقصى الحرة وعند منقطع الحرة من عن يسار الطريق العراقي زرود ورمل زرود ثم دون ذلك قصد مطلع الشمس الشرّبة ومياهها وهي ذو طلال وذو القضة والأثبجة ، الأفعلة وشعبى وفيها وادي المياه وهي أدنى الشربّة إلى ضرية وشعبى حد الحمى. وهذه ديار عامر بن ربيعة ثم رجعنا إلى نعت الطريق فمنه مرّان نخل وبهش وحصين وهو بين قبا وبين الشبيكة زائغا في الحرّة ثم تفضي في صحراء ظلم جبل اسود طويل في بطن القاع ـ وما بين ضهر ورحابة باليمن جبل أسود عال له سنام يسمى ظلم أيضا (٥) ـ ثم الدثينة ماء ثم الصّخّة (٦) ثم المريط فيها قلتة يقال له العذرة فعلة وفيه بئر
__________________
(١) المشهور : مشت من منى وفي الشطر الثاني أيديها مع الصبح.
(٢) في الأصل : الهثنين. والحرف : الناقة الضامرة البطن ، وأحمّ : أسود أو أبيض ، والقرى بالفتح : الظهر ، والظنابيب جمع ظنبوب : عظم الساق من قدّام ، وأقرع : عار ، وفي «معجم البلدان» : سرت بدل عشت.
(٣) المعروف النفراوات وهي في وسط ركبة.
(٤) البهش : المقل ما دام رطبا فاذا يبس : فخشل وهو ما يشبه النخل ، ولا تزال الكلمة مستعملة في بلدنا. وقبا منهل معروف.
(٥) ظلم : بكسر اللام وفتح الظاء المشالة فيهما ، وعثر بقربه حديثا على معدن ذهب عرف بمعدن ظلم عمل زمنا ثم وقف العمل فيه ، ويمر طريق الحجاز المعبد حديثا بظلم هذا ، والجبل الذي في اليمن معروف ، وظلم مقاطعة في ذي رعين من آل عمار ، وذو ظلم : بلدة في الهان.
(٦) كذا في (ح) وفي الأصل (الضنجة).