وهو جبل واسع وفيه قرى كثيرة مثل الخوقع والضالع والمقطع (١) وسوقهم الأعظم الجريب يتسوّقه يوم وعده ما يزيد على عشرة آلاف انسان (٢).
ثم يتصل بهذا السرّاة سراة عذر وهنوم (٣) وظاهر بلد الجواشة (٤) من الفائش
__________________
وهي اليوم خاوية على عروشها وكذلك مدينة وادي الكلابح ، ومدينة قطابة ، وقال مسلم بن محمد اللحجي : والكلابح للجابريين وقال الغطريف بن احمد الصائدي الهمداني في خراب باري وكان ممن حضر الصائدي الموقعة :
اسفر وجهي وانجلى عني القتر |
|
اذ أصبحت باري نارا تستعر |
لم يبق منها حجر على حجر |
والصّرحة بفتح الصاد المهملة وسكون الراء ثم حاء مهملة وهاء آخره وفي «ل» و «ب» بالجيم وهم وكانت قرية عظيمة وفيها مآثر حميرية كما حدثنا صديقنا طاهر رطاس الهمداني وهي اليوم خرائب واطلال وتقع في بلد الجبر والصرحة او صرحة بلد من يحصب العلو. (١) الشرف من معانيه في اللغة العالي وما يشرف منه على غيره ومنه شرف الحيد طرفه وحرفه وما يحمل اسم الشرف في بلدنا كثير بحكم جبالها المنيفة. ولكن عند الاطلاق وفي التواريخ ينصرف الى هذه المنطقة التي تسمى تارة شرف حجة لارتباطه بها وهي كما قال المؤلف بلد واسع وتقع في الغرب الشمالي من حجة وفي الشمال الغربي وتشرف على مور حتى حرض من تهامة ، والخوقع بفتح الخاء المعجمة وآخره عين مهملة هي التي تسمى الخواقعة وهي بلدة عامرة في شرقي الشاهل. والضالع هي التي تسمى اليوم الضوالع بلفظ الجمع وهي خرائب واطلال غير مزارعها وهي بين بني مديخة والشاهل ، والضالع ايضا قرية من مخلاف مقرى ثم من عزلة المنار والضالع قرية من ردفان جنوب قعطبة واشتهرت في عصرنا بحكم الاحداث والضوالع بلفظ الجمع بلدة في عزلة المقاطن من مخلاف بعدان والمقطع لا يعرف.
(٢) الجريب بالضم والفتح آخره ياء موحدة هو الجريب الأسفل وسيأتي ذكر الخريب الاعلى للمؤلف وكان الجريب هذا مدينة عظيمة وسوقا عظيمة ومقر الامراء آل ابي الحفاظ بن عمرو بن شرحبيل الحجوري الهمداني وقد أنجبت أدباء وشعراء ورؤساء كرماء ولعلها خربت في القرن السابع الهجري من جرّاء الفتن كما قامت بها فتن بين مقولي قحطان الأخوين سليمان بن الحسن بن ابي الحفاظ واخيه الخطاب في القرن السادس وكانت مأساة دامية للقلوب راجع «تاريخ عمارة بتعليقنا ـ ٢٦٩» وقد أكثر آل ابي الحفاظ في أشعارهم بالاشادة بمقر عزهم ومسقط رؤوسهم الجريب أثبتنا معظمهما في المعجم فمنها قول الخطاب :
أقسمت بالله رب الناس كلهم |
|
باري الأنام وما يخشى به القسم |
ان الجريب لمشكال لساكنها |
|
لكننا قد نراها أنها إرم |
وقال البشاري في «أحسن التقاسيم ـ ٨٦» وقد دخلها : والجريب بلد الموز وهي أرخى مدن الناحية وأعجبها اليّ وتقع الجريب في بني حمل او في جبل قلحاح من مخلاف الشرف المذكور فهناك مأثرة عظيمة وعمارة كبيرة كذا قاله الشرقي في «اللآلي» ، والجريب ايضا في سرو مذحج والجريب ايضا اسم موضعين آخرين يذكرهما المؤلف.
(٣) عذر بضم العين المهملة والعامة تكسرها واخره راء وهو وطن. وقبيل مشهور لا يزال يحتفظ باسمه وقبيله نسب الى عذر بن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد ، وهنوم بكسر الهاء وسكون النون آخره ميم وهي الأهنوم وهي ثلاثة أجبل كلها مشتبكة العمران وافرة السكان وهي سيران الشرقي وسيران الغربي ، وجبل المدان وشهارة ويأتي ذكره للمؤلف وهنوم أيضا قرية من ظليمة من حاشد جنوب جبال الأهنوم.
(٤) الجواشة ـ بضم الجيم آخره هاء ـ لا تعرف اليوم ، واحترس بفائش بكيل عن فائش حاشد وفائش حمير (راجع الاكليل ١ / ٢ / ١٠).