التي أرسلها إليك
عن رحلتي وتعمل على تنظيمها ، ولا بأس أن تعيد النظر فيها ، وعند عودتي نضعها في
صياغتها النهائية.
أما القصائد التي
نظمتها وأرسلت بعضها فلا ضرر من إضافتها إلى الكتاب ، ولكن لا بد ان تنوه في
قصيدتك بالسفينة التي أبحرت بي إلى الشرق واسمها «الدلفين الكبير» فلها منزلة
عظيمة في نفسي فبها بدأت رحلتي الشرقية .. لقد أعددت صورة لها أضيفها إلى
اللوحات التي سأحملها عند عودتي.
وبالسنبة لرحلاتي
فأنا في منتصفها الآن ، وستكون رحلتي القادمة إلى أصفهان في بلاد فارس ، فهي هدف
رحلتي الشرقية ولي أمل كبير بأن أكملها بعون الله. ومن هناك انتقل إلى مادي وأرى
قزوين وأزور البلاط حيثما يكون وأطلع على مختلف الأشياء الغريبة ثم أعود إلى بلادي
إما عن طريق تركية أو أي طريق آخر. وقد انتهت الاستعدادات اللازمة للسفر إلى
أصفهان ، فاشتريت خمسة عشر بغلا وأكثر لأنها ضرورية للذهاب إلى هناك ، ولأن الجمال
غير مجدية في تلك الطرق. لكن ما يؤخرني إلى الآن هو خبر انتشر في هذه الأيام مفاده
أن الحرب قد اشتعلت على الحدود. لأن حاكم تلك المنطقة بلغه عن والي بغداد أنه أبعد
بعض القوات الغربية التي كان يستخدمها فطردها من الولاية ، فاستغل الفرصة وخرج في
الحال على رأس خمسة آلاف أو ستة وتوغل في الأراضي التركية فعاث فيها فسادا. وعلى
أثر ذلك يستعد والي بغداد ليخرج إليه بنفسه ولذلك ترك جانبا الحملة التي كان يعدها
ضد الأعراب.
مهما يكن من أمر
فالطرق المؤدية إلى غايتي كثيرة ، وسأسلك الطريق الذي لا قتال فيه ولعل قعقعة
السلاح تصمت بعض الوقت فأنتهز الفرصة للعبور.
بلغ تحياتي إلى
الأصدقاء كافة كتب في بغداد في اليوم العاشر من كانون الأول ١٦١٦.
__________________