بنى هاشم ففعل أمير المؤمنين (ع) ذلك ودعاهم ، وكانوا أربعين رجلا فأكلوا حتّى شبعوا ، وما كان يرى إلا أثر اصابعهم وشربوا من العرّ حتى اكتفوا واللّبن على حاله ، فأراد النّبيّ (ص) أن يدعوهم إلى الإسلام. قال ابو لهب : سحركم محمّد فقوموا قبل أن يدعوكم فقال النّبيّ لأمير المؤمنين على : افعل غدا مثل ما فعلت ففعل. فلمّا أراد النبي (ص) أن يدعوهم قال ابو لهب : مثل ما قال ، فقال النّبيّ (ص) لأمير المؤمنين (ع) افعل هذا مثل ما فعلت ففعل مثل ذلك فى اليوم الثّالث ، ودعاهم النّبيّ (ص) إلى الإسلام وقال : كلّ من آمن فالخلافة من بعدى له فما أجابه إلى ذلك أحد منهم ، فأظهر أمير المؤمنين كلمة الشهادة وفيه دليل على حقية إمامة أمير المؤمنين (ع) وبطلان المخالفين كما لا يخفى.
وتسبيح الحصى على ما روى أنّه (ص) أخذ كفّا من الحصى فسجن فى يده حتى سمع التسبيح ، وهى المعجزات الظّاهرة على يده أكثر من أن تحصى أى من الأمور الّتي من شأنها أن تعدّ وتحصى ومثل تسبيح العنب والرّمّان الّذين أكل النّبيّ منها حين مرض فاتاه جبرئيل بهما على طبق على ما روى عن ابى عبد الله الصادق عن ابيه الباقر (ع). وحركة الشّجر من شطّ الوادى إليه ، وشهادتها له بالنبوّة والرّسالة ، وشهادة الذئب بذلك ، وشهادة النّاقة عنده ببراءة صاحبها من السّرقة ، وقصة سؤال الظبية الّتي ربطها الأعرابى الاطلاق عنه ورجوعها إليه ، وكلام الذّراع لمسمومة ، او حنين الجذع من مفارقته (ص) عند صعوده على المنبر ، وإخباره عن المغيبات كمقتل الحسن والحسين (ع) ، وهدم الكعبة إلى غير ذلك من المعجزات المشهورة المسطورة فى الكتب المبسوطة عند المخالف والموافق.
وبالجملة أظهر النّبيّ (ص) تلك المعجزات وادّعى النّبوّة وكلّ من ادّعى النّبوّة وأظهر المعجزة فهو رسول الله وصادق فى دعوى النبوة ، فكان (ص) صادقا فى دعوى النّبوّة والرّسالة. أمّا الصّغرى فدعوى النّبوّة معلومة بالتواتر الملحق بالمعاينة وإظهار المعجزة بوجهين :