يسمّى هذا الحمّام
المعدني في البلد : حمّام فرعون. أمّا العين المجاورة / ٤١ / فهي عين مشهورة ، لها
مكانة عالية ، تعرف باسم : عين موسى. ونلاحظ هنا أيضا الذكريات
التوراتية. وينتصب وراء جبل حمّام جبل آخر اسمه جبل الناقوس ؛ وهي تسمية غريبة في
بلد لا يعرف النواقيس ، وهي ممنوعة فيه. وتزعم الحكاية الخرافية : أنه كان في
القديم دير مسيحي في هذه البقعة ، وأن الأرض ابتلعته في أعماقها ، وأننا منذ ذلك
الوقت نسمع أصوات النواقيس كل يوم عند العصر ؛ أي في الساعة الثالثة بعد الظهر.
وإن كان صحيحا وجود مثل هذه الأصوات المعجزة التي لم أستطع التحقق من وجودها ؛ فإن
سبب حدوث ذلك قد يكون سيلا في داخل الأرض ، أو بركانا يتفجر تحت الأرض : وإن وجود
العينين المتفجرتين اللتين تحدثنا عنهما قبل قليل ، إحداهما قرب الأخرى ، مع أن
طبيعة كل منهما ، ودرجة حرارته مختلفة عن الأخرى اختلافا كليا ، يدل بما لا يترك
مجالا للشك على الوجود المتزامن ، والفعل المتقطع أو المستمر ، للماء والنار في
أعماق الأرض الغامضة . ولما عدنا من هذه الرحلة ، وجدنا ريّس مركبنا ؛ والريس
اسم يطلقه العرب على قباطنة المراكب ، جالسا مع بعض بحارته على باب منزل متداع يقع
خارج المدينة ، يحميه من الشمس إفريز من سعف النخل ، تحمله متداع يقع خارج المدينة
، يحميه من الشمس إفريز من سعف النخل ، تحمله قضبان من الحديد طويلة مغروزة في
الرمل : وتلك هي صورة المقهى في الطور ، ونحتسي فيه مقابل عدد قليل من البارات القهوة
قبل كل شيء ، ثم
__________________