ودون هذا الإجراء
/ ١٧ / تظل المحطات مغلقة في وجوههم ، ويمكن أن يموتوا عطشا على الباب دون أن يفتح
لهم. توجد غير بعيد عن المحطة رقم (٨) في نصف الطريق بين القاهرة والسويس شجرة
الحجاج.
يكنّ العرب
للأشجار احتراما كبيرا ، ولما كانوا لا يرون إلّا قليلا منها في صحرائهم فإنها
بالنسبة إليهم شيء نادر وجديد. وقد وعدهم القرآن بجنان رائعة في الحياة الآخرة[...].
وناهيك عن حب
العرب للأشجار ، فإن هناك بعض الأشجار المباركة التي تلقى معاملة خاصة : إنها
الأشجار التي تنبت قرب ضريح أحد الأولياء ، أو في أي مكان آخر يكرسه الدين أو
التطير. فهم يحرصون في أثناء مرورهم بهذه الأشجار ، على تعليق شيء يملكونه عليها
لكي يدفعوا عنهم مصائب الدهر ؛ وهذا الشيء هو عادة قطعة من قماش ثيابهم. تلك هي
حالة الشجرة التي تحدثت عنها ، وقد اكتسبت اسمها من الحجاج المتوجهين إلى الحج ،
والذين لا يفوّت أحد منهم أن يقوم بهذه الممارسة الطقوسية : لذلك تبدو هذه الشجرة مملوءة
بالخرق الوسخة من كل الأشكال ، ومن كل الألوان ، بدلا من أن تحمل أزهارا وثمارا ،
بل أوراقا . إنه ضرب من النذور غريب!.
__________________