البهيج. كنا مستريحين بفضل التوقف الطويل في سولة ؛ لذلك كانت القافلة تسير بسرعة وخفة ، وكان الجميع في أحسن حال ، وخصوصا العبد مرزوق الذي كان يسلينا بحيويته وبسروره الدائمين. كان مكلفا بخدمتي حصرا ، وكان يمشي إلى جانب هجاني ، وكنت من وقت إلى آخر أردفه ورائي ، وقد بدا متأثرا كل التأثر بهذا الاهتمام / ٢٨٤ / الذي قابله بمضاعفة اهتمامه بي. ولمّا اقتربنا من الريان ؛ وهي قرية في وادي فاطمة حيث يسكن الشريف حامد ، وكان علينا النوم فيها ، سمعنا من بعيد صوتا منغما ، وأجابه صوت مماثل انبعث من وسط القافلة ؛ ثم ساد الصمت ، وبعد لحظات قليلة وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع جماعة من الناس ؛ منهم من يمشي ، ومنهم من يمتطي الهجن ؛ لقد كانوا من أسرة الشريف حامد ومن خدمه ؛ الشريف حامد الذي تقدمنا ، ولم نتأخر في الوصول جميعا معا إلى منزله.
يقع منزل الشريف في مكان قليل الجاذبية ، محروم من أي ظل ، ويرتفع على بعد خطوات منه جبل من الجرانيت ، ليس فيه أي خضرة ، تسكنه نسور من النوع الكبير. كان المنزل مؤلفا من عدد من البيوت المربعة ، المنخفضة ، وغير المنفصلة ، ويفصل بينها أفنية وجدران : كان يسكن في أحدها الخدم من الرجال ، وفي آخر ، أكبر من الأول تسكن الحريم ، وكان بيت ثالث يستخدم ديوانا ، ويجلس فيه رب البيت خلال النهار ، ويستقبل فيه الأجانب والزوار ، ويصرّف شؤونه ؛ وقد أعدوا لنا هذا البيت. نمنا فيه ، ومكثنا الصباح كله فيه ؛ وكان يتألف من غرفة واحدة في الطابق الأول ، ومن مصطبة / ٢٨٥ / فوقها.
وقد أقيم حول الغرفة ديوان للجلوس ، وكانت هناك عدة قطع من البورسلين ، والزجاجات البيضاء معروضة في طاقات محفورة في قلب الحائط. كان السجاد النفيس والعديد هو الفرش الوحيد في المنزل : لقد عددت منها ما لا يقل عن خمس عشرة سجادة ممدودا بعضها فوق الآخر. كانت تلك الغرفة الوحيدة تطل على الفناء الرملي ، والمسور بجدار من الحجر.
كان جانبا الباب مزينين من الخارج بسلسلة من الدوارق الجميلة جدا ، الموضوعة على دعامات صغيرة من الخشب المطلي بألوان زاهية. وجرت