كانوا ما يزالون في جهلهم يعمهون / ٢٥٤ / عند ما بعث النبي صلىاللهعليهوسلم لينقل إليهم المفاهيم الصحيحة عن المعبود. إذا ، يعد القرآن الكريم نقطة تحول جذرية في تاريخ الشعب الذي دوّنه ، وكان أول من اتبع تعاليمه.
أرسل لنا الشريف الأكبر في اليوم التالي الخيول والمرافقين لزيارة المناطق المحيطة بالمدينة. لم يكن عدد أفراد حاشيتنا كبيرا إلّا عند ما كنا نذهب إلى القصر ؛ ولكن سائس الشريف الأكبر والعبدين المكلفين بحمايتي
__________________
ـ الناحية الجنوبية الشرقية ، وقد هدمه المغيرة بن شعبة عند فتح الطائف على يد الرسول صلىاللهعليهوسلم سنة ٩ للهجرة. وذكر القثامي في ص ٢٧ من كتابه المذكور أعلاه أنه يقال : إن صنم اللات كان في السابق مكانا ليهودي يلت على حجر السويق (أي يصنع السويق للقادمين للحج ، والسويق طعام يتخذ من الحنطة أو الشعير بعد قليه بالسمن) ، فمسخ حجرا ، وكان اللات عبارة عن صخرة مربعة بيضاء بنت عليها قبيلة ثقيف بيتا صاروا يعبدونه ، له ستار وفناء للطواف ، وسدنة اللات بنو عتاب بن مالك قوم من ثقيف ، وقبلهم آل العاص بن يسار بن مالك ، وكان لها حمى مخصص دخله للصنم ، ويكسونه كل عام ، وله خدم مع السدنة ، وفي وسطه حفرة اسمها : غبغب ، تحفظ بها الهدايا والنذور ، وعند ما هدمه المغيرة بن شعبة أخذ أموال الغبغب وسلمها إلى أبي سفيان امتثالا لأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم. وقد ذكر هيرودوت في تاريخه صنم اللات ، قال الرحالة الإنجليزي جيمس هاملتون : إنه شاهد صخرة اللات عام ١٨٥٧ م ، فوصفها بأنها صخرة من الجرانيت ذات شكل خماسي ، وطولها حوالي اثني عشر قدما. انظر أيضا : كتاب الأصنام ، ص ١٦ ؛ والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، لجواد علي ، ج ٦ ، ص ٢٥ ؛ وكتاب القثامي المذكور أعلاه ، ص ٢٤ ـ ٢٥ ، و ٥٢ ـ ٥٣ ، وص ٢٦ ـ ٢٧ حيث يقول : وقد بنى مسجد الطائف الجامع في مكان اللات. ولا أجزم بموقع اللات الجزم المؤكد إنما حسب ما ورد هنا. ويذكر في ص ٥٢ أن هيرودوت «أبو التاريخ» ذكر في تاريخه صنمي اللات ومناة وأهمية كل منهما وانظر : معجم مصطلحات ... ، موثق سابقا ، ص ٣٧٧. وقد وربد في القرآن الكريم ذكر للأصنام الثلاثة : اللات والعزى ومناة في قوله تعالى في سورة النجم ، الآيتان ١٩ ـ ٢٠ ، ٢٣ : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) ... إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) (٢٣).