إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

تحمیل

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

25/336
*

مع الشريف عبد المطلب ؛ أن هذا الأخير يميل إلى دعم روسيا (١) لا حبا بها أيضا ، وإنما لأنه في رأي ديدييه لا يمكن لعربي أن يتمنى انتصار تركيا التي تستعمر الأمة العربية ، وتعامل العرب أسوأ معاملة : إن هذه الإشارات التي تصدر عن ديدييه تجعل السؤال التالي مشروعا : هل كان ديدييه في عام (١٨٥٤ م) مع القس هاملتون Abbe ? Hamilton رفيقه في الرحلة في مهمة لاستطلاع آراء الشريف والشخصيات الأخرى في الحجاز في الدولة العثمانية ، ومدى ارتباط الشعب بتلك الدولة التي كانت على وشك السقوط أمام الزحف

الروسي؟ فقد أكدت الأحداث اللاحقة أن فرنسا وبريطانيا تدخلتا لصالح تركيا طمعا في اقتسام تركتها بعد ذلك ، وإبعاد روسيا عن مناطق نفوذهما ، ودفعتا روسيا قسرا إلى توقيع معاهدة باريس (١٨٥٦ م) ، ناهيك عن أن سياسة نابليون الثالث (الإمبراطورية الثانية) كانت تقوم على إيجاد ضغوط خارجية للاستمرار في الحكم ، وكان ديدييه كما يقول هو نفسه شاهد عيان على انقلاب (٢ ديسمبر ١٨٥١ م) في فرنسا. فهل كان ديدييه مبعوث نابليون الثالث لاستكشاف منطقة الحجاز؟ والإجابة تحتاج إلى مكان أوسع ، ودراسة نترك للمختصين القيام بها ، ونكتفي بطرح القضية هنا ، ونختم بالإشارة إلى ما ذكره الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل في تعليقه على رحلة بلجريف (٢) «... ولما كان نابليون الثالث

__________________

(١) يقول الدكتور آل زلفة في مقالته الرابعة من المقالات المذكورة في الحاشية (١ ، ص ٣١) من هذه المقدمة : «أما موقف الشريف عبد المطلب من الحرب الروسية التركية فربما يلمح المؤلف من خلاله ، تأييده لروسيا. هذا رأي المؤلف ، وربما كان للشريف رأي آخر».

(٢) مسائل في تاريخ الجزيرة العربية ، ألفها وحققها أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ، منشورات مؤسسة دار الأصالة للثقافة والنشر والإعلام ، الرياض ، ط ١ ، ١٤١٣ ه‍ / ١٩٩٣ م ، ص ٢٠٦ ، ٢٠٨ ؛ وانظر : دراسات في تاريخ الجزيرة العربية الحديث والمعاصر ، د. عبد الفتاح حسن أبو علية ، دار المريخ ، الرياض ، ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م ، ص ١٢٥ ـ ١٤٤. ونضيف إلى ما ذكره الشيخ أبو عقيل منم أدلة على كذب بلجريف وعدم إنصافه ، ما أورده ناصر الدين دينيه في كتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، إذ يقول : «... ولكننا لا نولي ما يورده هذا الرحالة ثقة كبيرة ؛ لأنه ـ