موت أبيه ،
وانهيار عائلته ، ونشأ في القاهرة برعاية محمد علي وتحت أنظاره. ثم عاد بعد فترة
إلى الجزيرة العربية ، وكان إبّان رحلتي يقيم في جدة ، ويعيش من النفقة التي خصه
بها الباب العالي ، بعيدا عن الأحداث. محكوما عليه بالعزلة التامة. ترددت عليه
بطيبة خاطر ، وكنت أجد في بيته على الدوام شيوخا عربا يأتون إليه من القبائل
المجاورة وخصوصا الهواجر ، إن أسعفتني الذاكرة ، وكانوا يرون فيه ابن عبد الله
وحفيد سعود أعظم زعماء الجزيرة العربية المعاصرة. لقد أحزنتني قصته وأعجبني شخصه :
فهو محبب ومضياف ، يجمع بين النبل والظرف ، ونلمس من أحاديثه وفي تصرفاته أنه رجل
يضم بين جوانحه قلبا كبيرا ، وتسيطر عليه مسحة من الحزن الرقيق والنبيل الذي لا
يمس أصوله الكريمة ، ولا يضيره فيما آل إليه.
__________________