الأوروبيين مرتبط بمدى التزامهم بهذه الأمور البسيطة ، إن أي مخالفة للعادات المتمكنة ، تنقلب حتما ضد المخالف ؛ وإن أي تساهل أو أي مبادرة مهما كانت بسيطة تعد خضوعا وليس تسامحا ، وتعد اعترافا شخصيا بالدونية ، وبتفوق الآخر. ولما وجد الشرقيون ، والأتراك خصوصا ، أنهم مضطرون للتنازل للأوروبيين عن كل الأشياء المهمة ، فإنهم استعادوا تميزهم بذكاء ملفت في مسائل حق التصدر ، وفي العلاقات اليومية ، ينبغي في معاملتهم الانطلاق على الدوام من مبدأ أن كل ما يخصهم مهم ، وأنه لا شيء مما يخص الآخرين مهم في نظرهم.
إن ديوان الحاكم الذي لم أذهب إليه ، يقع في منزل ذي مظهر جميل ، إنه أجمل بيت في المدينة ، أقيم قرب البحر في مكان متميز ، وبينما كنت أمر أمامه لأعود إلى الميناء ، عرتني الدهشة ، عند ما رأيت على مقربة منه تحت سقيفة ، ستة مدافع متروكة هناك منذ ما يقارب ثلاثين سنة ، تركها محمد علي أو ابنه إبراهيم باشا بعد حرب الوهابيين ، وهي في حالة جيدة ، ولم يكن وجودها نشازا في أي رحبة مدفعية أوروبية. / ١١٦ / وفي اليوم التالي نشر السنبوك قلوعه عند ما نادى المؤذن الذي كان من أعلى المنارة يدعو المؤمنين لأداء أولى الصلوات الخمس في اليوم ، وتقابل صلاة السحر عند الكاثوليك ، وتسمّى أذان الفجر. وعند ما طلعت الشمس كنا قد قطعنا عددا من الأميال. لقد كانت أيام ٧ و ٨ و ٩ فبراير (شباط) تشبه أيام ٣ و ٤ و : هواء مؤات ، بحر هادىء ، إبحار سريع ، الحالة التأملية نفسها ، غروب متألق ، وتوقفات ليلية في عرض البحر. ولما لم يعد على فريق البحارة أن يجدفوا ، فإنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى في التكاسل ، يقضون النهار بالتدخين والنوم ، إنها حياة الكسالى المثلى ، ولا يعني ذلك أن هذه الأنحاء غير خطرة ، حتى في أكثر الأجواء مناسبة ، وذلك بسبب الأرصفة الصخرية ، والعثرات الموجودة تحت سطح الماء التي لا تزال المنطقة تعج بها.
ولكن الممارسة الطويلة للقباطنة ، جعلتهم يتغلبون على هذه الصعوبات بسهولة ، وقد كنت معجبا بمهارة قبطاننا ، وهو يتجاوز كل تلك العقبات ، غير