إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

تحمیل

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

117/336
*

منحوتة ومحفورة في الصخور ، وهي كلها تقريبا مؤلفة من صالة كبيرة ، ومن عدد من المقاصير الصغيرة ، ومن مكان للصلاة ، ويوجد على أبواب أغلبها نقوش تمثل نسورا ، ولكن الحجاج حطموا كل ما وصلت إليه أيديهم منها ، وظل عدد قليل منها لم تمتد إليه يد التحطيم. وإن على الصخور المستخدمة في بناء جدران هذه البيوت الغربية نقوشا لم يستطع أحد فك رموزها أبدا ، أو الوصول إليها بسبب علوها : إننا نجهل اللغة التي كتبت بها تلك النقوش (١). ويوجد في هذا المكان آبار كثيرة ولكن ماؤها مر ، وهواؤها فاسد ، ويظن الناس أنه مشحون بالسموم. ويعدّ المسلمون هذا المكان من الجزيرة العربية مكانا مشؤوما منذ الأحداث التي رافقت قصة ناقة النبي صالح عليه‌السلام (٢).

وإن قافلة الحج الشامية التي تجد نفسها مضطرة لعبور هذا المكان الملعون في الذهاب والإياب تفقد في كل مرة عددا من حجاجها ، وخصوصا أولئك الذين في قلوبهم مرض / ١٠١ /.

إذا ، أي مدينة هي تلك المدينة المجهولة ، المدفونة في حضن الصحراء؟ من أسسها؟ ومن سكنها؟ ومن هدّمها؟ إن وجودها مشكل ، ومصيرها لغز عويص. يخيم الصمت على ماضيها كما يخيم على آثارها. وإن كل ما قلته هنا هو ترداد لما أخبرت به ، لأن شيئا لم يكتب أبدا ، حسب علمي ، بخصوصها. وإنني إذ أقدم للقارىء ما انتهى إلى معرفتي من معلومات عنها فإنني أدعوه إلى أن يأخذها مع الاحتفاظ بحق المراجعة ، كما فعلت ذلك أنا نفسي (٣).

__________________

ـ العربية د. عبد المحسن الحسيني ، الإسكندرية ، ١٩٥٢ م ، ص ٦٩ ـ ٩٦.

(١) بل إنها كتبت بالخط النبطي المعروف. وهناك دراسات كثيرة تمّت عليها ، ولعل الاطلاع على كتب الدكتور سليمان الذبيب المتعلقة بنقوش شمال غرب المملكة تغني في هذا المجال.

(٢) في الأصل : منذ هياج الجمل المعروف الذي روضه النبي صالح :

depuis la re ? volte d\'un chameau traditionnel dompte ? par le prophete Salih

وأثبتنا في الأصل ما هو ثابت في نص القرآن الكريم عن قصة النبي صالح عليه‌السلام. لأن ما أثبته المؤلف اختصار مخل للقصة المعروفة.

(٣) قصّ علينا القرآن الكريم خبر قوم صالح في عدد من السور ، ونذكر هنا ما جاء في ـ