وكان هذا النقل يتمّ في وقت الصلح فقط بهدف التجارة (١) ، كما أن التجار الموجودين في منطقة جنوب العراق كانوا يفضلون الطريق النهري لخوفهم من هجمات عربان البدو ولعدم وجود طعام أو شراب في الطرق البرية (٢) ، كانت هناك أهداف أخرى لحركة النقل النهري بجانب الأهداف التجارية والعسكرية ، ففي عام ١٥٦٨ م طلب إرسال مائة لوح خشبي من شجر الصنوبر يبلغ طول الواحد منه تسعة ونصف ذراع حلبي وذلك لترميم مشهد الشريفين من الطريق النهري (٣).
بالاضافة إلى هذه الأهداف فقد أرادات الدولة العثمانية من السيطرة على وسائل النقل النهري في كربلاء وإداراتها أن يكون قدوم الزوار والتجار القادمين من إيران تحت إشرافها وسيطرتها ، أما السبب الثاني فهو النظر إلى ذاك النقل على أنه مصدر للدخل ، فمع بدايات القرن التاسع عشر أصبحت أنهار بغداد في غاية الأهمية ، وفي الوقت الذي وضعت فيه إنجلترا خططا سياسية واقتصادية في المنطقة من خلال هذا الطريق ، شعرت الدولة العثمانية أيضا بالحاجة إلى الاهتمام بتلك الأنهار لنفس السبب (٤).
وقد أعطت الدول الأوروبية وعلى رأسها إنجلترا أهمية كبرى لوضع العراق الجغرافي أثناء عمل مشروعات خط المواصلات الدولي بين الشرق والغرب (٥). أما الدولة العثمانية التي كانت تعيش في تلك الفترة مرحلة المركزية التي تقرر تطبيقها في عهد السلطان محمود الثاني فقد
__________________
(١) Orhonlu ـ Isiksal ,a.g.m.,s.٨٧.
(٢) Seyahatname ـ i Hudud ,s.٧.
(٣) Orhonlu ـ Isiksal ,a.g.m.,s.٢٨.
(٤) Yucel ,a.g.m.,s.٧٧١.
(٥) Orhonlu ـ Isiksal ,a.g.m.i ,s.٠٠١.