أما الضرائب التي كانت تسمى «البدل» أو «البدل العسكري» فكانت تتعلق بالعسكرية من حيث الأساس ، فالمسلمون في الدولة العثمانية يؤدون العسكرية ، أما غير المسلمين فيدفعون الجزية بدلا من ذلك ، وقد بدأ التعامل بأصول القرعة بموجب قانون العسكرية الصادر في عام ١٨٤٥ ـ ١٨٤٦ م ، وكان يجب على من عليهم الدور في العسكرية دفع البدلية وإعفاؤهم حينئذ من تأدية العسكرية إذا كانت عندهم الرغبة في ذلك ، وكان هذا البدل في بادئ الأمر ألفا وخمسمائة قرش ، ومع نهايات عهد التنظيمات وصل إلى خمسة آلاف قرش.
وفي عهد ولاية مدحت باشا على بغداد بذلت المساعي لتطبيق نظام القرعة في كربلاء ، إلا أن هذا النظام لم يجد قبولا كما كان الحال في العديد من مناطق بغداد ، ولأن هذا النظام لم يجد الاهتمام الكافي من الأهالي لم يعط أكله (١).
وصار الذهاب الى العسكرية إجباريّا بموجب فرمان إصلاحات عام ١٨٥٦ م ، أما غير المسلمين فمنع ذهابهم إلى العسكرية ولذا فرض عليهم دفع «بدل العسكرية» وبهذه الصورة تم تلافي وتعويض إلغاء الجزية.
من أهم مصادر دخل الولاية ضريبة الأعشار التي كانت تحصل عن المحاصيل وقت الحصاد ؛ وذلك لأن أراضي بغداد وسنجق كربلاء أراض خصبة وفيرة المحاصيل ، وكانت تلك الأعشار تجمع بنظام الالتزام حتى عهد التنظيمات ، ولما ألغي نظام الالتزام أصبحت تلك الضريبة تجمع بواسطة المحصلين طبقا لنظام «إدارة الأمانة» ، إلا أن هذا النظام لم يستمر طويلا وألغي بعد ثلاث سنوات فقط ، وأعيد العمل بنظام الالتزام من جديد عام ١٨٤٣ م ، ويعد أهم تغيير طرأ على ضريبة الأعشار الذي تمّ في
__________________
(١) Ali Haydar Midhat ,a.g.e.,s.٨٦.