جاهدين إعفاءهم من الخدمة العسكرية ، وأوضح المجتهدون أن بعضا من الطلاب والمعلمين يعملون خداما للعتبات العلية ، وطالبوا بإعفائهم من الخدمة العسكرية واستفسر والي بغداد مجددا من مجلس الوكلاء المخصوص عن المعاملة التي يجب أن يتعامل بها معهم ، وأخبر المجلس والي بغداد بأن من يعمل منهم بالفعل في العتبات العلية سيعفى من الخدمة العسكرية ، وحقيقة الأمر أن كل الطلاب والمعلمين الموجودين في النجف وكربلاء كانوا يخدمون تلك الأضرحة متطوعين ، وقد وضع المجلس تلك المسألة نصب عينيه ، فأرسل لوالي بغداد يطلب منه تسجيل كل أسماء خدام الأضرحة ووظائفهم في دفتر وإرسال هذا الدفتر للمجلس ، وذكّر المجلس والي بغداد بأن العديد من الأشخاص يمكن أن يعفوا من الخدمة العسكرية بحجة أنهم خدام الضريح ، لذا أمره المجلس بعمل التحريات بدقة وعناية (١).
وقد سعى أهالي النجف وكربلاء إلى أخذ الدعم من المجتهدين للتهرب من العسكرية ، ص ١٥٥ واستخدموا قوتهم بشكل إيجابي ، وقد انتبه والي بغداد مدحت باشا إلى قوة المجتهدين في نظام القرعة ، وسعى لتحويل تلك القوة لصالحه ، حتى إن بعض المجتهدين قام بمساعدة ولاية بغداد في السنة الثانية على تطبيق نظام القرعة في كربلاء ، ومن المجتهدين الذين ساعدوا ولاية بغداد في تطبيق نظام القرعة السيد أحمد التقي وأحمد أفندي ، وتمت مكافأتهم بناء على طلب مدحت باشا بأن منح كل واحد منهم وساما مجيديّا من الدرجة الرابعة (٢).
وقد كان موضوع تجنيد الرعايا الإيرانيين الذين يعيشون في كربلاء وبغداد والممالك الشاهانية منذ فترة طويلة مثارا للمناقشة ، فقد طالب
__________________
(١) BOA ,Ayniyat Defteri ١٥٨ ,s.٠٦ ,٥٢ Ca ٦٨٢١.
(٢) BOA ,Ayniyat Defteri ١٥٨ ,s.٠٩ ,٣ C ٧٨٢١.