التذاكر للممثل الإيراني بدون مقابل لتوزيعها على المحتاجين إليها (١) ، ونبه على الموظفين المختصين بعدم أخذ ضرائب غير الرسوم الجمركية من الزوار والتجار الإيرانيين وبضرورة تطبيق أحكام الاتفاقية المبرمة مع إيران (٢) ، وبالرغم من تلك الجهود المبذولة من الطرفين فقد استمرت المشكلات الخاصة بتذاكر الطريق حتى عام ١٨٥٧ م (٣) ، وعلى سبيل المثال فقد سجل أحمد وفيق أفندي السفير العثماني لدى طهران (١٨٥١ ـ ١٨٥٤ م) الأمور التي يشكو منها الزوار والتجار الإيرانيين القادمون إلى بغداد ، وقدم بعض المقترحات الهامة لحلها (٤) ، ويرى أحمد وفيق أفندي
__________________
(١) BOA ,HR.MKT ٦١ / ٧٢ ,٦٢ M ٣٦٢١.
(٢) BOA ,HR.MKT ٥١ / ٥٤ ,Lef : ٢ ,٧ M ٣٦٢١.
(٣) BOA ,HR.MKT ٤١ / ٤٧ ,٧ Z ٤٧٢١.
(٤) عين أحمد وفيق أفندي سفيرا لطهران في ١٨ / ١ / ١٨٥١ م. وعند تعيين هذا السفير كانت الأفكار تتجه نحو تعيين كمال أفندي ناظر المكاتب العمومية وذلك بسبب خبرته ومعرفته السابقة بأحوال الإيرانيين واللغة الفارسية. ولكن بعد ذلك تبين أن أحمد وفيق أفندي هو الأنسب لتلك المهمة وذلك لمعرفته الجيدة بالأهالي الإيرانيين ، واللغة الفارسية ، وبالرغم من أنه لم يذهب إلى طهران قط ، كما كان من رجال الدولة السياسيين الناجحين هذا بالإضافة إلى معرفته للعديد من اللغات. كما أن معرفته بعلم الخرائط وبالأنظمة القانونية ومشكلات الأراضي العثمانية خلقت تفكيرا بأنه يمكن أن يساعد درويش باشا في مهمة ترسيم الحدود بين الدولتين ، وهذا كان سببا آخر في تعيينه في تلك المهمة. وعندما ذهب أحمد وفيق أفندي إلى طهران التقى بالسفيرين الإنجليزي والروسي ، وأجرى معهما مباحثات إيجابية في صالح الدولة العثمانية. وعندما ذهب أحمد وفيق أفندي ليتسلم مهام عمله كان قد أعطى اهتماما كبيرا بمشكلات الأراضي والعشائر التي تقيم على الحدود ، وكان منحازا لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين. وقد أوضح أحمد وفيق أفندي بأنه يجب تأسيس سفارة دائمة للعثمانيين في إيران ، نظرا لأهمية العلاقات بينهما ، ومن الملاحظ أن تأسيس سفارة إيران كان عام ١٨٥١ م أي بعد فترة طويلة من تأسيس السفارات الدائمة في المراكز الكبرى في أوروبا. ونجح أحمد وفيق أفندي