أيضا بإقامة علاقات سرية مع أتباعهم في إيران (١).
ويعد الأمير عباس ميرزا أهم الأمراء الذين تسببوا في اضطراب الأمور بين الدولتين طوال فترة العهد الذي ندرسه ، ولد عباس ميرزا في سبتمبر عام ١٨٣٩ م وكان الابن الثاني للشاه محمد وأخا لناصر الدين شاه ، أما والدته فهي السيدة خديجة أخت يحيى خان أحد المنتسبين للطريقة النقشبندية ، وكانت شدة اهتمام الشاه محمد بعباس ميرزا وأمه أكثر من أخويه ناصر الدين ومهد علي سببا في زيادة العداوة بينه وبين أخويه ، وعندما توفي الشاه محمد وجد ناصر الدين الفرصة سانحة أمامه لإظهار عداوته لأخيه عباس.
وقبل مرور أسبوع على قدوم ناصر الدين إلى طهران بعد وفاة والده أمر بمصادرة أموال أخيه عباس وأظهر عداوته له ، وأثناء ذهاب ناصر الدين إلى جنوب إيران في بدايات عام ١٨٥١ م كان في معيته عباس ميرزا ، وأثناء عودتهما عينه ناصر الدين واليا على قوم ؛ وذلك ليجعله بعيدا عنه دائما ، وحقيقة الأمر إن ناصر الدين كان يريد التخلص نهائيّا من أخيه عباس حتى يحتفظ بالعرش لنفسه ، إلا أن الأمير الكبير الذي كان اسما قويّا في إيران تعهد بحماية عباس ميرزا ، وبعد حادثة الاغتيال المدبرة لقتل ناصر الدين في ١٥ أغسطس عام ١٨٥٢ م ، اتهم ناصر الدين أخاه عباسا بأنه هو الذي رتب هذه الحادثة مع البابيين ، وبعد تلك الحادثة أخبر الشاه سفراء إنجلترا وفرنسا بأنه قرر نفي أخيه خارج إيران ، إلا أن السفراء عارضوا قرار الشاه ، وأعلنوا حمايتهم لعباس ميرزا ، وطلبوا توفير مكان آمن يمكن أن يعيش فيه عباس ميرزا آمنا على نفسه ، كان عباس ميرزا تحت حماية السفير الإنجليزي مستر شييل ، وقد أقنع هذا السفير الشاه بإقامة الأمير في نواحي العراق ، كما أعطى السفير الروسي
__________________
(١) Muahedat Mecmuasi ,III ,٦.