للحصول على امتيازات أكثر من خلال علاقاتها مع الدولة العثمانية متخذة من الإنجليز نموذجا لها ، والآخر : تحريض إيران على الهجوم على بغداد وما جاورها ، وكان الإنجليز أيضا يخشون الروس لنفس الأفكار ، فقد سعوا أيضا بالضغوط المختلفة لاستخدام الإيرانيين والعثمانيين ضد الروس.
أما إيران فكانت تسعى على الدوام إلى توسيع رقعة أراضيها مستخدمة الاضطرابات التي أظهرتها في المنطقة الحدودية والهجمات التي نظمتها وسيلة لهذا ، وكما سنوضح فيما بعد أنهم كانوا في بعض الأحيان يتدخلون في الشؤون الداخلية للعراق كلما سنحت الفرصة بذلك (١).
وقد تشكلت العلاقات بين الدولة العثمانية وإيران في القرن التاسع عشر بتلك الأحداث السياسية التالية :
شهدت العلاقات العثمانية الإيرانية أكبر اضطراب على خط الحدود في بدايات القرن التاسع عشر ، فالعشائر الكردية القاطنة بكثافة على طول هذا الخط الحدودي كانت سببا مباشرا في هذه المشكلات الحدودية ، وكانت تلك العشائر تنتقل إلى الجانب الذي تجد فيه مصلحتها ، ولأن الدولة العثمانية كانت مشغولة في تلك الأثناء بمشكلات الغرب نبه الباب العالي على رجال الدولة والولاة في الولايات الشرقية بضرورة التعامل بشكل طيب مع الإداريين الإيرانيين ، وقد أرسلت الحكومة العثمانية عبد الوهاب أفندي ابن ياسينجي سفيرا لها لدى إيران لتسوية العلاقات معها (٢١ يناير ١٨١١ م) ، وكانت المهام الأخرى لعبد الوهاب أفندي تتمثل في إعاقة إيران من التدخل في شؤون أمراء بابان وتقديم المساعدة لموظفي الحدود العثمانيين الموجودين في أخيصكا وقارص إذا تطلب الأمر ذلك ،
__________________
(١) el ـ Bustani, a. g. t., s. ٤٧٢ ـ ٥٧٢; Naslri, a. g. t., s. ١ ـ ٦.