وبالعشي تجري كبريتا ونارا ، وتخرج نار من نحو الغرب تبلغ العريش ، وأخرى من نحو المشرق فيبلغ كذا وكذا فتقيم زمانا لا تنطفئ حتى يشك الشاك ويقول الجاهل ، لا جنة ولا نار إلا هذه ، تجتنب في مسيرها مكة والمدينة والحرم كله حتى تلج الشام تحشر جميع الناس.
وعنه قال : إذا عثر إنسان أو دابّته قالت له النار : تعست وانتكست لو شئت هاجرت قبل اليوم حتى تنتهي إلى بصرى فتقيم أربعين عاما وحتى يسأل الكافر فيقول : هذه النار التي كانوا يوعدون.
الثاني : أن في بعض الأحاديث خروج النار من اليمن ، وفي بعضها من المشرق ، وفي بعضها ما يدلّ على خروجها من قرب المدينة وكله حق. وقد ذكرنا في هذه الآثار أنها تخرج من أماكن متعددة.
فروى نعيم بن حماد من طريق على بن زيد بن جدعان ، عن رجل ، عن أبي هريرة ، قال : تخرج نار من قبل المشرق ، ونار أخرى من قبل المغرب (٣٤ / أ) تحشران الناس بين أيديهم القردة يسيران بالنهار ويكتمان بالليل حتى يجتمعان بجسر منبج (١).
وهذا كله يدل على أن الشام هي أرض المحشر والمنشر وأن الناس كلهم يجتمعون إليها في آخر الزمان ولذلك تسمى أرض الشام أرض المحشر.
وفي" المسند" عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «كيف أنت إذا أخرجوك منه ـ يعني : مسجد المدينة؟» فقلت : إذا ألحق بالشام ، فإن الشام أرض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء .. (٢)
__________________
(١) أخرجه نعيم بن حماد في" الفتن" (١٧٥١ ، ١٧٦١) من طريق ابن عبد الوارث ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، به. وفيه علي بن زيد فيه ضعف لا يحتج به كما قال ابن معين وغيره ، وكذا جهالة الراوي عن أبي هريرة.
(٢) أخرجه أحمد (٦ / ٤٥٧) وقد تقدم تخريجه انظر جزء ابن عبد الهادي رقم (١٣) وجزء ابن رجب هذا ص (٣٥).