النثر العربى غنى ومتنوع ، ممتد عبر كل عصور الأدب العربى. حمل ـ مثله مثل الشعر ـ خصائص لغتنا العربية ـ وخصائص كل مرحلة حضارية يمر بها المجتمع العربى. وللنثر الأدبى : أنواعه ، وخصائصه المميزة ؛ ولكنه لم يأخذ حقه من الدراسة كما أخذ الشعر العربى. فقد وضعت الظروف التاريخية والحضارية بعامة الشعر العربى كأهم نوع أدبى يكتبه الإنسان العربى خلال كل عصورها. مما جعل النثر يتوارى قليلا فى الحياة الأدبية ، مقدما الشعر أمامه ، حتى أن الأنواع الأدبية النثرية كانت تتوسل بالشعر ليزداد النوع النثرى تشويقا وجذبا لاهتمام القارىء والمستمع على السواء.
وقد سبق فنا الخطابة ، والرسالة ، فى بداية الأمر لاجتياج الحياة العربية إليهما. ثم أضيف إليهما ما لدى العرب من حكايات وحوادث تاريخية وسير شخصية. وتنطوى كلها تحت النتاج الشفاهى. الذى تغلب على ظاهرة النسيان الإنسانية ، بما وضعه من تقسيمات وإيقاعات صوتية فى النص الأدبى النثرى. لتستعين به الذاكرة العربية وتستمع فى الوقت نفسه ، بمقدار من البلاغة ،