حين كان المحيطان الآخران (الهادى ـ الأطلسى) عائقين لأوروبا ، ومن ثم كان اقتصاد البلاد الإسلامية أكثر قوة من الاقتصاد الأوروبى وحضارتهم أنشط من حضارة أوربا خلال هذه الفترة.
كما يلفت النظر أن هؤلاء الأوروبيين فى كل تاريخهم الوسيط والحديث كانوا يحاولون السيطرة على هذا الطريق الحيوى من أجل ازدهاره يرجونها لاقتصادهم ، وبدل أن يتعارفوا مع سكان هذه المناطق من المسلمين راحوا يعدون الجيوش لغزوهم ، لأخذ ثأر قديم ، وأعتقد أن وجود قبضة إسلامية فى بلاد الهند وما حولها قد حافظ على الدولة الاقتصادية للمسلمين فترة طويلة فى مواجهة الاختراق الأوروبى ، ويفسر هذا الأمر ما رأيناه فى التاريخ الحديث من محاولات إنجلترا وفرنسا المستميتة للوصول إلى الهند والسيطرة على طرق التجارة والمواصلات بل يشرح ذلك لماذا احتلت الهند قبل مصر مثلا من إنجلترا ولماذا توجهت الحملة الفرنسية إلى مصر؟.
ولم يكن بعيدا ـ بناء على ذلك أن تنشأ الحكايات والأساطير عن هذه المنطقة وعن كنوز الشرق وسحره وفلسفته وديانته وسكانه لدى العقلية الأوربية المحرومة منها" فمن قائل إنها تأتى من الجنة ، وقول آخر يذكر أن منابتها فى بلاد تحرسها الأفاعى ... وصار الشغف بمعرفة مكانها والسيطرة عليه ملحا إلى أن انتهى الأمر بالكشوف الجغرافية والسيطرة على مناطق تلك السلع (٣). وخلوا كذلك إلى اكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح وهذا ما يجعل الغرب باستمرار مصدرا للإزعاج والقلق للمشرق وللشرق. وكان ذلك وراء ما أشاعوه عن خوف العرب من البحر والمياه ليثبتوا