قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة الشام

رحلة الشام

114/241
*

فقلت له يا أخى وقاك الله السوء والمسخ والتشويه ماذا فعلت باسمى عفا الله عنك؟ أنا احذف الألف التى بعد الراء لأنى أحس أنها تفقأ عينى حين أراها فتجىء أنت فتثبتها وتحذف الألف الأولى؟ سبحان الله العظيم.

قال : " ضرورات الشعر"

قلت : " أكفنا شر هذا الشعر"

وكان ظن إخوانى إنى غير سعيد بهذه الرفقة ولكنى كنت على خلاف ما توهموا راضيا مغتبطا ولو خيرت لما اخترت غير هؤلاء السادة الأجلاء ، فإن فيهم من البساطة وخفة الروح وصدق السريرة وسماحة النفس ما يحببهم إلى كل قلب وسرعان ما صار كل منا لصاحبة مألفة فكنا إذا هممنا باستئناف السفر ، يبحث كل واحد منا عن أصحابه وينتظرهم ولا يركب حتى يركبوا وكان حديثنا ذا شجون كثيرة بعضه جد ومعظمه مزح وكان" الأستاذ عز الدين" لا يزال يستطرد من كل موضوع إلى ذكر الدروز ـ وهو منهم ـ ودينهم وعاداتهم وصفاتهم ومزاياهم وشعرهم فكنا نركبه بالفكاهة من اجل ذلك فصبر على هزلنا أحسن الصبر وأجمله حتى يخجلنا بسعة صدره وحلمه فنرتد إلى الرفق والمساناة.

ولما صرنا إلى" المعرة" دعانا" الحراكى بك"(٢٨) إلى العشاء وكانت الموائد موقرة مما نطيق حمله وبما لا يطمع أشره أكول مبطان أن يلتهم أقله ولما أديرت علينا الفاكهة رأينا تينا أخضر الواحدة منه فى حجم البرتقالة الكبيرة وطعمه أحلى من العسل فقال الأستاذ إسعاف بك النشاشيبى (آه الآن وقفنا على سر المعرى وعرفنا لماذا