والمرفق ، وهي ذات قيمة كبيرة. وكذلك تتلألأ المعاصم على الشاكلة نفسها بأساور لا يمكن أن توصف من حيث عددها وتنوعها. كما يحاط المحزم بمنطقة من القطيفة تشد بإبزيم من الذهب المزين بالأحجار الكريمة ، ويثبت بالمنطقة نفسها عدد من قطع الماس. أما الفقراء فيكتفون بأحجار أرخص وشغل الذهب الدقيق. وفي النهاية ، تغطى الأصابع بعدد لا يحصى من الخواتم والحلق المرصع بأحجار في أدق الحجوم وأندر البريق ، وحتى أصابع القدمين تكون لها زينتها من الأحجار. وهكذا تصبح السيدة التركية أثناء وقوفها أو تحركها كتلة من النور الباهر والرونق الأخاذ.
وقد نسيت أن أذكر ، بين الحلي التي تزين بها الأيدي والأقدام ، نوعا غريبا من الحلق يلبس بالإبهام وأصبع القدم وهو أشبه بنصف كشتبان ، يلبس وجانبه العريض يتجه إلى الأعلى ، ويرصع بالزينة اللماعة والمجوهرات. وهناك ، عفوا ، البوابيج الجميلة التي تحتمل أي نوع من الزينة الملائمة لذوق الحسناء وقابليتها على الصرف. وهذه لا تكاد تحفظ أقدامها الجميلة من السجاد الثمين الذي تمشي عليه ، ولكنها لما كانت تستعمل في التنقل من غرفة إلى أخرى فقط فإن خفتها لا تحول دون الاستفادة منها.
وستدركون من هذا بلا شك أن لباس السيدة التركية ليس زاهيا جدا فحسب بل إن ثمنه أيضا يمكن أن يزداد إلى ما لا نهاية تبعا لإيراد صاحبتها ، لأن طراز زينتها يمكن أن يتغير وفقا لذوقها. وقد كنت أتمنى أن أقول علاوة على هذا إن عقول اللابسات الحسناوات تزدان بحلي الفكر والمعرفة كما تزدان أجسامهن بالألبسة. غير أنني بالنسبة لجميع ما استطعت التوصل إليه من معلومات يمكن أن أقول إن هذا بعيد جد البعد عن الحقيقة والواقع. فالحقيقة أن جهل ، وسخافة ، وسماجة نساء الطبقة الراقية في بغداد أشياء تلفت النظر بصورة مؤلمة. وليس من الصعب علينا أن ندرك كيف لا يكنّ على غير هذه الحالة. فأي فرص للتحسن يمكن أن تتوفر لهن في محيطهن ، عن طريق القدوة أو الفرض؟ وأي نماذج تتيسر لهن في مكانهن فيقلدانها ويحسّن من وضعهن على منوالها؟ فهن وقد دربن على تسلية سيد يكون في كثير من