القريبة منها ، فقاتله عبد الله وأخرجه من الموصل. فلجأ جعفر مع أتباعه الى أحد الجبال المنيعة. ولما تبعه جيش عبد الله استظهر عليه جعفر لمعرفته بتلك المواضع الجبلية ، واعتياد اتباعه على القتال فيها. فهزم عبد الله وقتل كثير من أفراد جيشه ، وكاد أن يقضى عليه ، الا ان أحد قواده استطاع ان يشاغل اتباع جعفر عن أصحابه من جيش عبد الله مما سهل لهم الانسحاب والنجاة.
ولما علم الخليفة بفشل حملة عبد الله بن انس وتمزق جيشه ، وجه في المحرم من سنة ٢٢٧ ه القائد ايتاخ على رأس حملة لقتال ابن مهرجش. فالتقى ايتاخ بالتمردين ، واستطاع بعد عدة معارك أن يتغلب عليهم ويمزق شملهم. فتفرق من بقي من اتباع جعفر عنه ، ووثب به أحد أصحابه فقتله (١). فاوقع ايتاخ باتباعه ولاحقهم وأكثر فيهم القتل والسبى. ثم حشد الاسرى والنساء والاموال وحمل ذلك الى تكريت (٢).
٣ ـ خروج المبرقع اليماني :
من الحوادث المهمة التي حدثت في السنة الاخيرة من عهد المعتصم بالله ، وكانت من نتائج تعاظم سلطة الجند الاتراك ، وعدم مراعاتهم حقوق الناس وتعديهم على حرياتهم ، ظهور ثائر في جبال الأردن هو أبو حرب تميم اللخمي ، وقد عرف بالمبرقع اليماني. وهو رجل من أهل فلسطين اشتهر بالشجاعة وشدة البأس. وقد ثار على السلطة عند ما حاول أحد الجنود الاتراك النزول في داره وهو غائب ، فمانعته امرأة كانت في البيت فضربها واغلظ لها الكلام.
__________________
(١٥) الطبري ٩ / ١١٨ ، والكامل ٦ / ٥٠٧ ، وفيه : قيل ان جعفرا شرب سما كان معه فمات.
(١٦) الطبري ٩ / ١١٨.