قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    سامرا عاصمة الدولة العربية في عهد العباسيين [ ج ٢ ]

    سامرا عاصمة الدولة العربية في عهد العباسيين

    سامرا عاصمة الدولة العربية في عهد العباسيين [ ج ٢ ]

    تحمیل

    سامرا عاصمة الدولة العربية في عهد العباسيين [ ج ٢ ]

    424/461
    *

    والغناء على رأي ابن خرداذبة يرقق الذهن ، ويلين العريكة ، ويبهج النفس ويسرها ، ويشجع القلب ، ويسخي البخيل. وفضل الغناء على المنطق كفضل النطق على الخرس ، والبرء على السقم. وان المرأة العربية كانت لا تنوم وليدها وهو يبكي خوف ان يسري الهم في جسده ويدب في عروقه. ولذا فهي تنازعه وتضاحكه حتى ينام وهو فرح مسرور. فينمو جسده ويصفو لونه ودمه ، ويشفى عقله. والطفل يرتاح الى الغناء وعند سماعه يستبدل ببكائه ضحكا.

    سر المعتمد على الله وشكر ابن خرداذبة على وصفه واطنابه. ثم سأله عن صفة المغني الحاذق وعن أنواع الطرب. فقال ان المغني الحاذق هو من تمكن من انفاسه ولطف في اختلاسه وتفرع في اجناسه. أما أنواع الطرب فهي ثلاثة : طرب محرك مستخف الأريحية ينعش النفس ، وطرب شجن وحزن لا سيما اذا كان في وصف ايام الشباب والشوق الى الأوطان ، وطرب يكون في صفاء النفس ولطافة الحس ولا سيما عند جودة التأليف واحكام الصنعة. وان الاستمتاع بأنواع الطرب يتطلب رفاهة الحس ورقة الشعور. اذ من غلظ حسه وتبلد شعوره ، كره سماع الغناء وتشاغل عنه بل عابه وذمه.

    ثم انتقل ابن خرداذبة الى شرح علاقة الايقاع بالغناء ومنزلته منه ، واجناسه الأربعة ، وطرائقه الثمانية. وقد فرح المعتمد على الله في هذا المجلس وخلع على ابن خرداذبة وعلى من حضر من الندماء ، وكان مجلس لهو وسرور.

    وفي مجلس آخر من مجالس المعتمد على الله طلب الخليفة من بعض الحاضرين من الندماء ان يصفوا له الرقص وانواعه ، وما هي الصفة المحمودة من الراقص وما يجب ان تكون عليه شمائله. فاجابه أحد الندماء بان الاقاليم والبلدان تختلف في رقصها ، وان