ويقال انها غنت القائد وصيف هذا الشعر فاشتد ذلك عليه فأمر بقتلها. الا ان القائد بغا استوهبها منه فوهبها له فاعتقها. فخرجت من سامرا الى بغداد ، ثم خمل ذكرها.
وكانت المغنية فريدة أثيرة عند الواثق بالله. فلما مات تزوجها المتوكل على الله. وكان يريدها ان تغنيه فتأبى وفاء للواثق بالله. فاقام يوما على رأسها خادما أمره بضربها أو تغني. فاضطرت على الغناء له ، واندفعت تغني :
مقيم بالمجازة من قنونى |
|
واهلك بالا جيفر فالثماد |
فلا تبعد فكل فتى سيأتي |
|
عليه الموت يطرق أو يغادى |
ثم ضربت بالعود الأرض ، ومرت تعدو وهي تندب الواثق بالله (١).
وتجادلت عريب وخشف الواضحية في غناء علية بنت المهدي بحضرة المتوكل على الله. فقالت خشف : ان لها ثلاثة وسبعين صوتا. فقالت عريب : هي اثنان وسبعون صوتا. فقال المتوكل على الله : غنيا غناءها. فغنتاه ولم تزالا تغنيان غناءها حتى بلغتا اثنين وسبعين صوتا. وقد انسيت خشف الصوت الثالث والسبعين. فاسقط في يدها وتغلبت عريب. فلما كان الليل رأت خشف علية في نومها تقول لها ان الصواب معها وذكرتها بالصوت الذي كانت أنسيت ان تغنيه وهو (٢) :
بني الحب على الجور فلو |
|
انصف المعشوق فيه لسمج |
__________________
(٩٠) نفس المصدر ٤ / ١١٨ ، والمجاز وقنوني والاجيفر والثماد مواضع في جزيرة العرب.
(٩١) نفس المصدر ١٠ / ١٧٤ ـ ١٧٥.