بات يشكو شدة الشو |
|
ق واشكو فرط وجدى |
وتجنى فبكى فانهل |
|
در فوق ورد |
فيد تحت يد طو |
|
را وخد فوق خد |
ومن المغنين المشهورين في أيام المتوكل على الله عمرو بن بانة بن سليمان. وبانة اسم أمه وكان ينسب اليها. وأبوه من رجال الدولة وأحد كتابها ، فنشأ هو على حب الشعر والغناء فصار مغنيا مجيدا. وقد وضع كتابا فن الأغاني والمغنين (١). وكان منزله ببغداد ويتردد على سامرا.
وقد برع ابن بانة في محاكاة من يأخذ عنهم وتقليدهم. الا انه كان يذهب مذهب ابراهيم بن المهدي في تغيير الاصول (٢). ورغم انه أخذ الغناء عن اسحاق الموصلي فقد خالفه في الأداء وتعصب عليه. وقال له مرة في جدل جرى بينهما : ليس مثلي يقاس بمثلك لأنك تعلمت الغناء تكسبا ، وتعلمته انا تطربا ، وكنت أضرب لئلا أتعلمه ، وكنت تضرب حتى تتعلمه (٣).
واختص عمرو بن بانة بالمتوكل على الله الذي كان يأنس به في مجالسه الغنائية ، وجعله من ندمائه. وطلب عمرو يوما من الخليفة أن يأمر له بدار لضيق منزله. فامر الخليفة وزيره عبيد الله بن يحيى بان يبتاع له منزلا يختاره. وكان هذا في أواخر شعبان ، وقد شغل عبيد الله برمضان ، فلم يتم شراء المنزل. ولما
__________________
(٧٩) وفيات الاعيان ٣ / ١٤٨.
(٨٠) الاغاني ١٥ / ٢٦٩.
(٨١) نفس المصدر ١٥ / ٢٧٠.