دخلت على المتوكل على الله لما توفيت امه ، فقال لي : يا جعفر ربما قلت البيت الواحد فاذا جاوزته خلطت ، وقد قلت (١) :
تذكرت لما فرق الدهر بيننا |
|
فعزيت نفسي بالنبي محمد |
فاجازه بعض من حضر المجلس بقوله :
وقلت لها : ان المنايا سبيلنا |
|
فمن لم يمت في يومه مات في غد |
وكان أبو عبادة الوليد الطائي البحتري عند قدومه الى سامرا اتصل بالفتح بن خاقان ومدحه واهداه كتاب الحماسة الذي صنفه. وقدمه الفتح الى الخليفة المتوكل على الله فاعجب بشعره وجعله من ندمائه واغدق عليه. فكرس البحتري شعره له ولولده ورجال دولته ، بحيث أصبح شاعر بلاط سامرا. واقام في سامرا في رعاية المتوكل على الله ومن جاء بعده من الخلفاء. ومن أوائل القصائد التي مدح بها المتوكل على الله تلك التي قالها عند ما الغى الخليفة القول بخلق القرآن ، منها قوله (٢) :
أمير المؤمنين لقد سكنا |
|
الى أيامك الغر الحسان |
رددت الدين فذا بعد ما قد |
|
اراه فرقتين تخاصمان |
قصمت الظالمين بكل ارض |
|
فاضحى الظلم مجهول المكان |
__________________
(٤٦) تاريخ الخلفاء / ٣٥٢ ، وبدائع البدائه / ٦ وجاء فيه صدر البيت الثاني : وقلت لها : ان المنايا ..
(٤٧) القصيدة في ديوان البحتري ٤ / ٢٢٩٠ ـ ٢٢٩٢.