وقال له مرة : يا محمد الى كم تمدح الناس وتذمهم؟ قال : ما اساءوا واحسنوا (١).
وكان ممن يحضر مجلس المتوكل على الله أيضا حسن بن موسى النصبي البغدادي الأديب المتوفى سنة ٢٥٠ ه ، وقد صنف عددا من كتب الغناء والمغنين ، منها «كتاب الاغاني في أسماء المغنين والمغنيات» وقد الفه للخليفة المتوكل على الله ، وكتاب الاغاني على حروف المعجم ، وكتاب مجردات المغنيات (٢).
ذكرنا جانبا من ندماء المتوكل على الله ممن كانوا يحضرون مجالسه الادبية ، أو للشعر والسماع. على انه كان له الى جانب ذلك ندماء يحيا معهم حياة لهو ومجون وعبث ، وعند ما يكون معهم يطلق لنفسه العنان. وقد اشتهر من هؤلاء أبو العبر ، وهو أبو العباس محمد بن احمد العباسي ، كان أديبا شاعرا يحضر مجالس الخلفاء منذ أيام الخليفة محمد الأمين ، فمال في أيام المتوكل على الله الى العبث والمجون لأنه رأى ان شعره لا ينفق بوجود البحتري وأمثاله ، ورأى الحماقة انفق ، وانفع له فاخذ في الحمق والمجون في الشعر والكلام (٣). وكسب بالحمق والمجون اضعاف ما كسبه كل شاعر كان في أيامه بالجد ، وحصل من المتوكل على الله على أموال جليلة (٤). وكان المتوكل على الله يرمي بأبي العبر في المنجنيق الى الماء وعليه قميص حرير ، فاذا علا في الهواء صاح : الطريق ، الطريق ، ثم يقع في الماء ، فيخرجه السباحون. أو يجلسه على زلاقة فينحدر فيها
__________________
(٢٥) نفس المصدر / ٨١.
(٢٦) الفهرست / ٢١٤ ، وهدية العارفين ١ / ٢٦٣ ومعجم الادباء ٣ / ٥ ، وجاء اسمه فيهما حبيش بن موسى الضبي.
(٢٧) تاريخ بغداد ٥ / ٤٠ ، وطبقات الشعراء / ٢٤٢ ـ ٢٤٣.
(٢٨) الاغاني ٢٣ / ١٩٧.