ولما استخلف
الواثق بالله صارت علاقة اسحاق الموصلي به مثل علاقته بأبيه. فقد اتخذه الواثق
بالله نديما ومجالسا ومغنيا. وكان يقدر فيه علمه بالشعر واللغة والفقه والموسيقى. ولم
يكن مجلسه يخلو منه. قال اسحاق : قدمت على الواثق بالله في بعض قدماتي ، فقال لي :
أما اشتقت الي؟ فقلت : بلى والله يا امير المؤمنين ، وانشدته :
أشكو الى الله
بعدي عن خليفته
|
|
وما أعالج من
سقم ومن كبر
|
لا استطيع رحيلا
اذ هممت به
|
|
يوما ولا أقوى
على السفر
|
أنوي الرحيل
اليه ثم يمنعني
|
|
ما أحدث الدهر
والايام في بصري
|
ثم استأذنته في
انشاد قصيدة مدحته بها ، فاذن لي ، فانشدته :
ضفت سعاد غداة
البين بالزاد
|
|
واخلفتك فما
توفي بميعاد
|
ما أنس لا انس
منها اذ تودعنا
|
|
والحزن منها وان
لم تبده باد
|
لما أمرت
باشخاصي اليك هفا
|
|
قلبي حنينا الى
أهلي وأولادي
|
ثم اعتزمت ولم
احفل ببينهم
|
|
وطابت النفس عن
فضل وحماد
|
__________________