عودة الجيش ومرور المعتصم بالله بالدرب خاليا من اتباعه ، كما حصل في المرة الاولى فيسهل الوثوب به وقتله (١).
اكتشاف المؤامرة :
رغم التكتم والحرص الشديد اللذين التزم بهما الحارث السمرقندي ، فقد تسربت اخبار المؤامرة الى بعض القواد الموالين للمعتصم بالله. اذ تقدم أحد المتآمرين وهو أحمد بن الخليل الى القائد اشناس واعلمه بان لديه معلومات مهمة عن مؤامرة دبرت ضد الخليفة وانه لا يخبر بها احدا غير أمير المؤمنين نفسه. الا ان اشناس أرغمه على أن يدلى بمعلوماته الى شخصين يثق بهما الخليفة هما القائد أبي سعيد الثغري والكاتب احمد بن الخصيب. فأفشى اليهما أحمد بن الخليل أمر العباس والحارث السمرقندي ومن والاهما من القواد. ويبدو ان ما دفع أحمد بن الخليل الى أن يفشى سر المؤامرة هو ان اشناس كان قد ازعجته بعض تصرفاته وتصرفات زميله عمرو الفرغاني فقبض عليهما وجعلهما تحت انظاره. فتصور ابن الخليل ان التآمر قد انكشف فحاول ان ينجو بنفسه باعترافه على الاخرين. وعند ما علم المعتصم بالله بالأمر تريث حتى تأكد من صحة الخبر لكثرة عدد القواد المتهمين وبينهم عدد من خواص قواده ورجاله. فقبض على الحارث أولا فادلى بمعلومات تطابق لما اخبر به ابن الخليل. فلم يبق لدى الخليفة شك في صحة ما وصله من اخبار عن التآمر على حياته وحياة عدد من قواده ، فقبض على العباس واستطاع ان يستدرجه ويتعرف على القواد المتآمرين معه. وقد ذكر الطبري أسماء عدد ممن تآمروا من القواد وهم : عمرو الفرغاني ، وعجيف بن عنبسة ، والسندي بن بختاشة ،
__________________
(٧٧). نفس المصادر المذكورة.