المؤمنين والتشرف بالمثول بين يديه ، وان يموت في ركابه. الا ان المعتمد على الله أعتبر ذلك من مخاريق الصفار ، وقال : اعلموه انه ماله عندي الا السيف (١).
وجاء في الطبري انه قريء على الناس كتاب بعد هزيمة يعقوب الصفار وانتصار الجيش العربي عليه جاء فيه : «ولم يزل الملعون المارق يعقوب بن الليث الصفار ينتحل الطاعة ، حتى أحدث الأحداث المنكرة من مصيره الى صاحب خراسان وغلبته اياه عليها ..
ومصيره الى فارس مرة بعد مرة واستيلائه على أموالها ، واقباله الى باب أمير المؤمنين مظهرا المسألة في أمور اجابة أمير المؤمنين منها ما لم يكن يستحقه استصلاحا له ، ودفعا بالتي هي أحسن ، فولاه خراسان .. فما زاده ذلك الا طغيانا وبغيا. فأمره بالرجوع فابى ، فنهض أمير المؤمنين لدفع الملعون حين توسط الطريق بين مدينة السلام وواسط. واظهر يعقوب اعلاما على بعضها الصليان. فقدم أمير المؤمنين أخاه أبا أحمد الموفق بالله ولي عهد المسلمين بالقلب .. فتسرع واشباعه في المحاربة فحاربه حتى اثخن بالجراح .. وولوا منهزمين .. وسلم الملعون كل ما حواه ملكه» (٢). ويظهر ان ما ذكره الطبري انما هو جزء من كتاب أوسع ، لأن ابن خلكان ذكر فقرات عديدة أخرى اضافة الى ما ذكره الطبري (٣). فقد ذكر ابن خلكان ان الصفار التمس أشياء أخرى ان رد عنها قصد أبواب الخليفة لاثارة الفتنة وابتغاء الغلبة. أي انه قدم للقتال وليس كما جاء في تبريره هزيمته. وهذا الكتاب بمثابة بيان حربي اذيع في الناس يبرر سبب محاربة الصفار ، ويزف البشرى بهزيمته والانتصار عليه ، ورجوعه مدحورا.
__________________
(٢٦) وفيات الاعيان ٥ / ٤٥٩.
(٢٧) كامل الكتاب في الطبري ٩ / ٥١٨ ـ ٥١٩.
(٢٨) وفيات الاعيان ٥ / ٤٥٩ ـ ٤٦٠.