الفصل الأول
امارة بني الأغلب
١ ـ تأسيس الامارة :
ساد الاضطراب في أفريقية في عهد الخليفة هارون الرشيد ، فظل يغير الولاة عليها دون جدوى. فارسل القائد هرثمة بن أعين مع جيش كبير لتهدئة الاضطرابات ودراسة حالة البلاد. ولما رجع هرثمة بعد ثلاث سنوات نصح الرشيد بأن يولي ابراهيم بن الاغلب ، وهو أحد الزعماء المتغلبين هناك ، ولاية افريقية ، ولما لمسه من عقله ودينه وكفايته (١). وقد تعهد ابراهيم بتهدئة الاحوال وتقديم أربعين ألف دينار سنويا الى بيت المال ، مع الاستغناء عن الاعانة المالية وقدرها مائة ألف دينار كانت مصر ترسلها من ايراداتها الى أفريقية في كل سنة ، وبشرط أن يعهد الخليفة بالولاية اليه ولأبنائه من بعده بالوراثة ، فوافق الرشيد وولاه ولاية أفريقية في منتصف جمادي الآخرة سنة ١٨٤ (٢). وكان هذا التعيين ينطوي على اعتراف الخلافة باستقلال أفريقيا استقلالا داخليا.
__________________
(١) الكامل ٦ / ١٥٥.
(٢) البيان المغرب ١ / ٩٢.