الاقتصادية لما كانت تجنبه من الارباح من ذلك ، كما كان التجار العرب يربحون الكثير من تجاراتهم هذه.
وعند ما يذكر ابن خرداذبة مسالك التجار حينذاك يعطينا صورة واضحة عن البضائع التي كانت تنقل من الشرق الى الغرب أو بالعكس. فهم يجلبون من الغرب الخدم والجواري والغلمان والديباج الرومي وجلود الخز والفراء والسمور. ويركبون البحر فيخرجون بالفرما ويحملون تجارتهم برا على الحيوانات الى القلزم (السويس) ومنها يركبون البحر ثانية الى جدة فينطلقون منها الى السند والهند والصين ، فيحملون بضائع هذه البلدان ومصنوعاتها كالمسك والعنبر والعود والكافور والدار صيني والصندل والساج والفلفل والحرير الصيني والسرج وغير ذلك مما يحمل من تلك البلدان (١) ، ثم يرجعون بنفس الطريق. وقد يعدلون بتجاراتهم الى القسطنطينية ليبيعوها الى الروم. وربما صاروا بها الى بلاد الفرنج مباشرة لبيعها هناك. كما كانوا يحملون تجاراتهم أحيانا في البحر الغربي فيخرجون بانطاكية ويسيرون برا حتى يبلغوا نهر الفرات ، ثم يركبون دجلة الى بغداد ومنها الى الابلة ، ومنها الى عمان فالسند والهند والصين(٢).
ويقول المقدسي عن كفر سلام ، وهي احدى قرى قيسارية «ولهذه القصبة رباطات على البحر يقع منها النفير ، وتقلع اليها شلذيات الروم مع اسارى المسلمين للبيع كل ثلاثة بمائة دينار ، وفي كل رباط قوم يعرفون لسانهم ويذهبون اليهم في الرسالات» (٣). وفي قوله هذا دليل آخر على قيام العلاقات التجارية بين الدولتين حتى انها لتشمل بيع الاسرى وشرائهم ، كما يظهر منه وجود من يحسن
__________________
(١٣) المسالك والممالك / ١٥٣ ـ ١٥٤.
(١٤) المسالك والممالك / ١٥٣ ـ ١٥٤.
(١٥) أحسن التقاسيم / ١٧٧.