الفصل الثاني
المفاداة بين العرب والروم
١ ـ فداء سنة ٢٣١ ه :
لعل أهم الاحداث التي جرت مع الروم في عهد الواثق بالله هي عملية الفداء التي تمت في سنة ٢٣١ ه. وتعتبر هذه المفاداة الثالثة التي تمت منذ تولى العباسيون حكم الدولة العربية (١). فقد قدم على الخليفة بسامرا وفد من ملكة الروم تيودورة الوصية على ابنها ميخائيل بن توفيل ، يفاوض في فداء أسرى الروم بمن في أيديهم من أسرى الحرب ، فاجاب الخليفة بالموافقة (٢). وقد جرت بين الوفد البيزنطي والوزير محمد بن عبد الملك الزيات مفاوضة للاتفاق على شروط المفاداة. وكان رسل الروم قد اشترطوا ان لا يأخذوا في الفداء امرأة عجوزا ولا شيخا كبيرا ولا صبيا ، واستمرت المفاوضة عدة أيام الى ان اتفق الطرفان على أن يكون الفداء على أساس كل نفس بنفس (٣).
__________________
(١) تم الفداءان الاول والثاني في عهد هارون الرشيد ـ التنبيه والاشراف / ١٦١ ويقول الطبري ٩ / ١٤٢ ان آخر فداء قد تم في عهد محمد الامين.
(٢) الطبري ٩ / ١٤١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٢ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٣٢.
(٣) الطبري ٩ / ١٤٢ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٣٣.