وغزا في سنة ٢٦٨ ه خلف الفرغاني عامل ابن طولون ، من ناحية الثغور الشامية فقتل من الروم بضعة عشر ألفا ، وغنم من الأموال كثيرا ، بحيث بلغ سهم المحارب منها أربعين دينارا (١).
ولما أغار ملك الروم المعروف بابن الصقلبية واناخ على ملطية في نفس السنة المذكورة ، بادر أهل مرعش والحدث الى نجدتها ، وارغموا الجيش الرومي على الفرار (٢).
وحاول الروم في سنة ٢٧٠ ه القيام بهجوم واسع على الثغور العربية. فتقدم بطريق البطارقة اندرياس على رأس جيش يربو عدده على مائة ألف مقاتل ، فنزل على قلمية ، وهي على بعد ستة أميال من طرسوس. فخرج اليه القائد يا زمان عامل ابن طولون على الثغور وكمن لجيش الروم وأوقع به هزيمة منكرة وأصابه بخسائر جسيمة جدا ، اذ يقال انه كبده سبعين ألف قتيل ، منهم عدد من البطارقة وكبيرهم بطريق البطارقة ، وغنم العرب غنائم لا تحصى. فقد اخذوا لهم سبعة صلبان ذهب وفضة مع صليبهم الاعظم من الذهب المكلل بالجوهر. واستحوذوا على خمسة عشر ألف دابة ومن السروج نحو ذلك ، واستولوا على سيوف محلاة بالذهب والفضة ، واربعة كراس من ذهب ومائتي كرسي من فضة ، ومائتي طوق ذهب ، ونحو عشرة آلاف علم ديباج ، وغير ذلك كثير (٣). ويعتبر هذا أعظم انتصار للجيش العربي على الروم بعد عمورية. ثم غزا يازمان القائد في سنة ٢٧٥ ه بحرا وهزم الروم وغنم منهم أربعة مراكب (٤). ويقول ابن خلدون ان يازمان غزا بالصائفة
__________________
(٦٧) الطبري ٩ / ٦١٢ ، والكامل ٧ / ٣٧٣.
(٦٨) نفس المصدرين السابقين.
(٦٩) الكامل ٧ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، والمنتظم ٥ / ٧٠ ـ ٧١ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٧١٠ وجاء اسم القائد في الكامل : بازمار.
(٧٠) الكامل ٧ / ٤٣٣ ، والمنتظم ٥ / ٩٤.