الجوسق (١). كما سكنه المعتز بالله من بعده (٢) وسكنه كذلك المهتدي بالله ، وقد تكرر ذكر الجوسق كثيرا في حوادث الخلاف الذي نشب بين الخليفة والقواد الأتراك (٣). كما سكن فيه المعتمد على الله اغلب ايام خلافته ، قبل ان يبني قصر المعشوق (٤).
وكان المعتصم بالله قد بنى في الجوسق سجنا لحبس قائده الأفشين الذي اتهم بالتآمر والخروج على الاسلام وسماه (سجن لؤلؤة) ثم عرف بعد ذلك بالأفشين. (٥). ويظهر ان هذا السجن خصص لسجن الامراء والقواد والسياسيين المغضوب عليهم. فقد حبس المستعين بالله المعتز واخاه المؤيد في حجرة الجوسق. ووكل بهما (٦). وحبس المعتز بالله اخويه المؤيد والموفق في الحبس المذكور (٧). ولما خرج القائد التركي كنجور وقبض عليه امر المعتز بالله بحبسه في الجوسق (٨).
ولا شك في ان اطلال الجوسق وبقاياه كانت من ابرز وأوسع المواقع الأثرية في سامرا. الا ان قرب تلك الأطلال من مدينة سامراء الحالية كان اهم اسباب ازالة معالم تلك الأطلال. اذ استخرج الناس كل ما فيها من آجر ومرمر وما يصلح للبناء ونقلوه الى المدينة الجديدة التي شيدت فوق اطلال قسم من سامرا القديمة ، واستعملوه في بناء بيوتها ، وفي انشاء السور الضخم حولها. ويرجح ان جزءا من مدينة سامراء الحالية قد بني على طرف من
__________________
(٣٩) الطبري ٩ / ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٨٠ و ٢٨٤ ، والكامل ٧ / ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٩ و ١٤٢.
(٤٠) الطبري ٩ / ٣٨ ، ، والكامل ٧ / ١٩٩.
(٤١) الطبري ٩ / ٤٥٢ و ٤٥٥ و ٤٥٧ و ٤٥٩ و ٤٦١ و ٤٦٧ و ٤٦٩.
(٤٢) الطبري ٩ / ٥٠٧ و ٥٤١ و ٦٢٢.
(٤٣) الطبري ٩ / ١٠٦.
(٤٤) الطبري ٩ / ٢٥٩ و ٢٨٤ ، والكامل ٧ / ١١٩ و ١٤٢.
(٤٥) الطبري ٩ / ٣٦١.
(٤٦) نفس المصدر / ٣٧٢.