العهد الذي سبق الفتح العربي ، وقد التقى فيه الجيش الساساني بالجيش الروماني بعد مقتل الانبراطور جوليان في عام ٣٦٣ م وتراجع الجيش الروماني ، وقد دون اخبار هذه المعركة المؤرخ اميانوس مرسيلينوس الذي رافق الحملة وذكر هذا الموضع باسم (سوميره) ، وكان الجيش الروماني قد عبر عند تراجعه نهر دجلة في مكان ورد اسمه بصيغة (دورا) وهو موضع امام الدور الآن (١).
ويقول انستاس الكرملي «اما اسم المدينة فليس من وضع المعتصم نفسه بل هو قديم في التاريخ فقد ذكره المؤرخ الروماني اميانوس مرسيلينوس الشهير الذي ولد في سنة ٣٢٠ م وتوفى سنة ٣٩٠ م بصورة (سومرا ـ Sumera) ، ونوه به زوسيمس المؤرخ اليوناني من ابناء المائة الخامسة للمسيح صاحب التاريخ الروماني بصورة (سوما ـ Souma أهل النقد من ابناء هذا العصر انه سقط من آخر الاسم حرفان والأصل (سومرا ـ Soumara وورد في مصنفات السريان (شومرا) بالشين المنقوطة .. اما الكلمة فليست بعربية صرفة وان ذهب الى هذا الرأي كثيرون من المؤرخين والكتبة واللغويين وذلك لعتقها كما اوضحنا. وهي عندنا من اصل سامي قديم ويختلف معناها باختلاف تقدير اللفظة للصحفة عنه ، فاذا قلنا ان اصلها (شامريا) فمعناها الله يحرس المدينة ، او بعبارة اخرى (المحروسة) وان قدرنا اصلها (شامورا) بامالة الالف الاخيرة فمعناها الحرس ، اي منزل الحرس او موطن الحفظة بتقدير حذف المضاف وابقاء المضاف اليه ، وهو كثير الورود في جميع اللغات السامية. وعليه يعتبر قولهم ان (سامرا) تخفيف (سر من رأى) او (ساء من رأى) من قبيل الوضع» (٢).
__________________
(١١٩) المرشد الى مواطن الآثار والحضارة / ١١ ـ ١٢.
(١٢٠) مجلة لغة العرب العدد (٦) من السنة الثالثة / ٧٢١ ـ ٧٢٢.