فانه ينهج في الكتاب الأول نهج البلدانيين ويطلق عليها اسم (سر من رأى) عند ما يذكر ابتداء المعتصم بالله ببنائها ويقول انه هو سماها به (١). غير انه في كتابه الثاني يستعمل اسم (سامرا) عند اشارته الى الموضع الذي اختاره المعتصم بالله للبناء فيه ويفسر معناه والأصل الذي اشتق منه ، ثم يستمر باستخدام هذه التسمية كلما ورد ذكره للمدينة في الكتاب عدا بعض المناسبات فقد استخدم الأسم الأول (٢).
الا ان طاهر بن مطهر المقدسي المتوفي سنة (٣٥٥ ه) يقتصر على استخدام اسم (سر من رأى) في كتابه (٣). ويقتصر ابن الأثير علي بن محمد المتوفى سنة (٦٣٠ ه) على استعمال (سامرا) في الجزءين السادس والسابع من كتابه الكامل في التاريخ ، واحسبه قد اقتدى بالطبري في ذلك. ويلاحظ ان صاحب الفهرست ابن النديم محمد بن اسحاق المتوفى سنة (٤٣٨ ه) يذكرها في عدد من المواضع في كتابه باسم (سر من رأى) (٤). ويرى ابن دحية الكلبي عمر بن ابي علي المتوفى سنة (٦٣٣ ه) انها سميت (سر من رأى) لأن المعتصم لما انتقل اليها بجملته وعسكره سر كل منهم برؤيتها فقيل فيها (سر من رأى) ولزمها هذا الاسم ، وقد غيرته العامة فقالوا (سامرا) (٥). وهذا يتفق وما يراه ياقوت الحموي الذي يقول ان اسمها (سر من رأى) فخففها الناس وقالوا سامرا (٦). وينقل عن الزجاجي قوله : «كان اسمها قديما ساميرا سميت بسامير بن نوح كان ينزلها لأن اباه اقطعه اياها فلما استحدثها
__________________
(١٠٦) التنبيه والاشراف / ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣٠٩.
(١٠٧) مروج الذهب ٤ / ٤٦ و ٥٦ و ١١٤.
(١٠٨) البدء والتاريخ ٣ / ١١٤ و ١٢٢.
(١٠٩) الفهرست / ٢٣٦ و ٢٧٧.
(١١٠) النبراس / ٦٥.
(١١١) معجم البلدان ٣ / ١٧٣.