قد طالما اكلوا دهرا وما شربوا |
|
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا |
وطالما عمروا دورا لتحصنهم |
|
ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا |
وطالما كثروا الاموال وادخروا |
|
فخلفوها على الأعداء وارتحلوا |
أضحت منازلهم قفرا معطلة |
|
وساكنوها الى الأجداث قد رحلوا |
فتأثر الخليفة وبكى حتى بلت دموعه لحيته ، وبكى الحاضرون ، فأمر برفع الشراب. ثم قال له : يا ابا الحسن أعليك دين؟ قال : نعم ، اربعة الاف دينار. فأمر بدفعها اليه ورده الى منزله مكرما.
لبث الامام علي الهادي في سامرا طيلة حكم المتوكل على الله ، وابنه المنتصر بالله ، والمستعين بالله بعده ، حتى توفى في ايام المعتز بالله لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ٢٥٤ ه ١٧ ، ودفن بداره بسامرا.