غير الاتراك ولأصحابهم ان المعتصم بالله لم يحرص على عزلهم اسوة بما فعله بقطائع الجند الاتراك ، فقد اسكن بينهم خليطا من الناس.
ويمتد شرقي الشارع الأعظم الشارع المعروف بشارع ابي أحمد بن الرشيد ، وسمي هذا الشارع باسمه لان قطيعته كانت في وسطه. وقد قامت عليه قطائع للوزراء والقضاة والكتاب ولسائر الناس. اذ كانت تقوم في آخره مما يلي الوادي الغربي المسمى بوادي ابراهيم بن رباح ، قطيعة قاضي القضاة احمد بن أبي دواد ، وقطيعة الوزير الفضل بن مروان ، وقطيعة الوزير محمد بن عبد الملك الزيات ، وقطيعة ابراهيم بن رباح بن شبيب الجوهري من كبار الكتاب. ويتضح من هذا ان شارع ابي احمد خصص لسكنى الوزراء والكتاب والقضاة وغيرهم من كبار موظفي الدولة.
وبالاضافة الى الشوارع الثلاثة مارة الذكر كان هناك شارعان آخران يمتدان الى الشرق من شارع ابي احمد وموازيان له ، الأول شارع الحير الأول الذي يمتد من الوادي المتصل بوادي اسحاق بن ابراهيم في الجنوب حتى وادي ابراهيم بن رباح في الشمال ، وقد قامت فيه قطائع اخلاط الناس ، والثاني هو شارع برغامش القائد التركي واوله من المطيرة عند قطائع الأفشين ويمتد شمالا الى الوادي المتصل بوادي ابراهيم بن رباح. واقيمت في هذا الشارع قطائع للاتراك والفراغنة ، ولكل منهما دروبه المنفردة لا يخالطهم فيها احد من الناس. فالاتراك في الدروب التي في القبلة ، والفراغنة بازائهم في الدروب التي في ظهر القبلة. وقد سمح للفراغنة بمجاورة الأتراك لقربهم منهم في بلادهم (١).
__________________
(٨٤) مروج الذهب ٤ / ٥٥.