ما عذب الله امة سلفت |
|
فيما سمعنا بمثل صورته |
يصطلح الناس حين يقعد للحكم فرارا من هول طلعته وعند ما اشتد الخلاف بين المستعين بالله والقواد الأتراك واضطر الخليفة على الانحدار مع مؤيديه الى بغداد كان عبد الله الخلنجي من جملة حاشيته. ولما طلب امير بغداد محمد بن عبد الله الى المستعين بالله ان يتنازل عن الخلافة لانهاء الحرب مع المعتز بالله ، بحضور عدد من القواد والفقهاء ، قال الخلنجي للخليفة محتجا على طلب محمد : يا أمير المؤمنين انه يسألك ان تخلع قميصا قمصك به الله (١). ولما اسقط بيد المستعين بالله ولم ير بدا من الموافقة على التنازل عن الخلافة. اشترط شروطا معينة لتنازله ، فبعث محمد بن عبد الله وفدا الى قائد جيش المعتز بالله ابي احمد الموفق ، يحمل كتابا بشروط الخليفة المستعين بالله ، كان الخلنجي احد اعضائه ، ففاوض الوفد وعاد بجواب ما سأل المستعين بالله من الشروط (٢).
وكان المعتز بالله بعد ان استقر له الأمر في سامرا ، طلب الى مؤدبه عمران الضبي ان يسمي له عددا من الفقهاء ليوليهم القضاء ، فاقترح له ثمانية رجال فيهم عبد الله الخلنجي ، الا انهم اتهموا بالاعتزال ، فأمر المعتز بالله باخراجهم الى بغداد (٣). وقد سبقت الاشارة الى ذلك.
* * *
__________________
(١٤٥) الطبري ٩ / ٣٤٣.
(١٤٦) نفس المصدر / ٣٤٤.
(١٤٧) نفس المصدر / ٣٧١.