وتولى الخلنجي القضاء على الشرقية بالجانب الغربي من بغداد في ايام الواثق بالله (١) ، وبقي في منصبه حتى ايام المتوكل على الله ، فعزله في سنة (٢٣٧ ه) وامر ان يكشف للناس ليفضحه ، لأنه كان من اصحاب احمد بن ابي دواد. فاقيم للناس في جمادى الأخيرة من السنة المذكورة (٢). فلم يتقدم احد بالشكوى عليه او اتهامه بأخذ حبة من احد ، حتى لقد قال بعض الشهود الذين حضروا الكشف : ما علمت ان القرآن مخلوق الا اليوم. فلما سئل كيف علم ذلك ، قال : سمعت القاضي يقول ذلك (٣). وهو دليل على ما كان يتمتع به الخلنجي من ثقة عالية في نفوس الناس.
كان الخلنجي عفيفا وفيه تيه وكبر شديد ، ويظهر انه كان اسود اللون ذا شكل مهيب ، فقد قال فيه احد الشعراء (٤).
نسبته في سواد لبسته |
|
اشبه شىء بلون خلقته |
كأنى بالجبال قد نصبوا |
|
فيه الخلنجي فوق بغلته |
اكرم به من فتى مناسبة |
|
بين اجاوينه وقصعته |
__________________
(١٤١) تاريخ بغداد ١٠ / ٧٣ واخبار القضاة ٣ / ٢٩٠.
(١٤٢) الطبري ٩ / ١٨٩.
(١٤٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٧٤.
(١٤٤) اخبار القضاة ٣ / ٢٩٠.