والتبين» فاعطاه خمسة الاف دينار. ولعل من المناسب ان ننقل نص كلمة الاهداء التي صدر بها الجاحظ الكتاب. يقوم امام الادباء : «حفظك الله وابقاك وامتع بك ، وجعل ما بيني وبينك من ود موصولا أبد الدهر. فقد عرفتك صديقا لا يشوب صداقته زيف من شوائب الدنيا. وعرفتك على تقادم العهد وتطاول الزمان ، أخا ثابت الاخاء ، وثيق النفس ، ليس كمن يدور بخلته بين الناس ملتمسا بها الغنم وباغيا بها النفع. فكان ذلك ، ايدك الله ، مما اكبرك في عيني واعظمك في نفسي. وبسطني ان اقدم اليك هذا الكتاب الخالد ، لترى فيه ، ولتعلم ايها السمي الكريم ، أني احفظ لك في نفسي مثل ما تحفظ لي من وفاء ، واطوي لك صدري مثل ما تطوي من ولاء» (١).
كما مدحه ببضعة ابيات من الشعر بمناسبات مختلفة ، منها قوله (٢) :
وعويص من الامور بهيم |
|
غامض الشخص مظلم مستور |
قد تسهلت ما توعر منه |
|
بلسان يزينه التحبير |
مثل وشي البرود هلهله النسج |
|
وعند الحجاج در نثير |
حسن الصمت والمقاطع اما |
|
نطق القوم والحديث يدور |
__________________
(٢٩) البيان والتبين ١ / ٣.
(٣٠) نفس المصدر / ٢٢٣ ، ومعجم الادباء ٦ / ٥٩ ـ ٦٠ ، مع تغيير طفيف.