بالبصرة وفيها نشأ ، ونبغ في الفقه وعلم الكلام. وهو احد القضاة المشهورين من المعتزلة ، ورأس محنة القول بخلق القرآن. تلك الحركة التي شغلت الخلافة العباسية والعالم الاسلامي على عهد المأمون والمعتصم بالله والواثق بالله وقسم من عهد المتوكل على الله. اذ حمل المعتصم بالله وابنه الواثق من بعده الفقهاء والقضاة على الامتحان بذلك. كان ابن ابي دواد واسع الاطلاع على اخبار العرب وانسابهم ، فصيح المنطق قوي الحجة. قال ابو العيناء : ما رأيت رئيسا افصح قط ولا انطق من ابن ابي دواد (١). وهو اول من افتتح الكلام مع الخلفاء ، اذ كانوا لا يبدأهم احد حتى يبدأوه (٢). وله شعر جيد ، ومن شعره قوله (٣) :
ما انت بالسبب الضعيف وانما |
|
نجح الامور بقوة الأسباب |
فاليوم حاجتنا اليك فانما |
|
يدعى الطبيب لشدة الأوصاب |
اتصل ابن ابي دواد باربعة من خلفاء بني العباس : المأمون والمعتصم بالله وابنيه الواثق بالله والمتوكل على الله. وكان مقربا اليهم محترما لديهم ما خلا فترة قصيرة في اواخر ايامه على عهد المتوكل على الله. اتصل اول امره بالخليفة المأمون ، قدمه اليه قاضيه يحيى بن اكثم ، فاعجب به ، حتى انه قال عنه : اذا استجلس
__________________
(١٣) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٢ ، ووفيات الاعيان ١ / ٦٣.
(١٤) وفيات الاعيان ١ / ٦٣.
(١٥) الفهرست / ٢٥٤ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٤٣.