الاتراك لأن غالبية الجيش منهم ـ وعلى معرفة بالنسب والحساب. ويحتاج كاتب الرسائل ان يكون عالما بالصدور والفصول والاطالة والايجاز وان يكون بلغيا حسن الخط بالنظر لطبيعة عمله (١).
ان الكاتب بصورة عامة ومهما كان عمله ، يجب ان يكون اديبا ذا اطلاع واسع في مختلف العلوم والفنون المعروفة حينذاك. اي ان يكون موسوعيا ، بحيث يستطيع تحرير مختلف انواع الرسائل الرسمية ، مما يتطلب منه مقدرة فائقة في اللغة من نحو وصرف وبلاغة وبيان ، وملما بالامور الفقهية ، ويحفظ كثيرا من الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة. كما يحفظ انماطا مختلفة من الشعر والامثال. وقد شرح النويري ما كان يحتاج اليه الكاتب من المعارف نلخصه بما يأتي (٢) :
١ ـ حفظ كتاب الله تعالى ومداومة قراءته ، وملازمة درسه ، وتدبير معانيه. ذاكرا له في كل ما يرد عليه من الوقائع التي يحتاج فيها الى الاستشهاد به.
٢ ـ الاستكثار من حفظ الاحاديث النبوية ، والنظر في معانيها وفقه ما لا بد من معرفته من احكامها. ليحتج بها في مكان الحجة ، ويستدل بموضع الدليل.
٣ ـ قراءة ما يتفق له من كتب النحو التي يحصل بها المقصود من معرفته العربية ، وقراءة ما يتهيأ له من مختصرات اللغة ، وحفظ خطب البلغاء.
__________________
(١) الفرج بعد الشدة ٣ / ٣٠٩.
(٢) نهاية الأرب ٧ / ٣٠ ـ ٣٤.